النبي اليسع من الأنبياء المفضلين من ذو الفضل - جل جلاله - فهو على المكانة والرفعة المرموقة، ذلك لأن فضائل الله لا تحصى ولا تعد ومهما تصورنا في دائرة الممكن المتوقع وغير المتوقع كيف هي فضائل الله أو ماهي؟ ستظل فضائل ذو الفضل غير قابلة للقياس كونها من إعمال المعجزات التي لا تكون إلا على أيدي الأنبياء الكرام الذين من بينهم النبي اليسع - عليهم صلوات الله وسلامه -.

ونحن نبحث في فضائل الله على نبيه اليسع - عليه السلام - ارتأينا البحث في صفة الفضل التي لا تستمد إلا من ذو الفضل وهو الله - تعالى - وهو مصدر كل فضل، وهو المعطي دون انتظار مقابل، فمن فضله كان بعباده رءوفا رحيما وكان لما خلق رزاقا كريما.

فذو الفضل اسم من الأسماء الله الحسنى التي سمى بها نفسه جل جلاله مصداقا لقوله (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)

فقوله - تعالى – (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) أي صاحب الفضل الواسع الذي لا يساويه فضل مهما تعدد.

وجاء الفضل معرفا للتخصيص والتحديد فهو لم يكن فضلا مجهولا أو نكرةً، بل هو الفضل الذي من عند الله، ولهذا فلا مقارنة بفضل غيره.

أوحى الله - تعالى - إلى النبي اليسع - عليه السلام - وأيده بما أيد به عبده إلياس؛ فآمنت به بنو إسرائيل، وكانوا يعظمونه وينتهون إلى أمره، وحكم الله - تعالى - قائم فيهم إلى أن فارقهم اليسع - عليه السلام -.