إدريس من وحي القرآن والسنة

نحن في هذا المبحث أّمام تحد عقلي، هو: قلة ما ورد من آيات مبينة لرسالات الأنبياء والرسل الذين نتحدث عنهم وهم سيدنا إدريس وسيدنا هود وسيدنا صالح - صلى الله عليهم وسلم -.

هذا التحدي نواجهه بما ينبغي له، وهو أن ننطلق في الحديث عن هؤلاء المكرمين الأخيار من القليل الوارد مستندين ومحتجين بالفيض الوافر من آيات الذكر الحكيم.

وعليه فإدريس - عليه الصلاة والسلام - نبيا كريما من الأنبياء الكرام الذين أخبر الله عنهم في كتابه العزيز وباسمه وحدث عن شخصه؛ فوصفه نبيا صديقا ومن الصابرين، ودعا إلى وحدانية الله وهو من عرف الخط بالقلم وهو كذلك يجيد خياطة الثياب، وهو من نظر في علم النجوم وسيرها.

فإدريس نبي من أنبياء الله الكرام متمكن من الطاعة التامة لله رب العالمين حتى وصف بأنه صديق في معتقده لله واحدا أحدا طائع لأمره فيما أُمر به ومنتهيا وناهيا عما نهى عنه.
ولأنه نبي كريم وصديق عزيز فهو: من المكرمين بالنبوة واليقين اللذين بهما وصف صديقا لكل ما أظهره الله عليه من أسرار وآيات عظيمة حيث لا تكذيب ولا ظن في نفسه، ولذا، كان على الرفعة الإيمانية التي بها أخذ المكانة العليا عند الله.