أيّوب من وحي القرآن والسنة

اشتهر النبي أيوب - عليه الصلاة والسلام  - بصبره وثقته في ربه - تعالى - بأنه لا شافي إلا هو - عز وجل - وهو عندما التجأ الى ربه داعيا استجاب - سبحانه وتعالى - إلى عبده وأمره بأن يقف من مكانه ويضرب الأرض برجله، فظهر له منبع عين فأمره - سبحانه وتعالى - بالاغتسال من المياه النابعة من العين، وعندما نفذ أمر الله - تعالى - خرج من بدنه جميع الأذى الذى كان يلم به طيلة تلك السنوات التي لم يرد اتفاق عليها، ثم أمره - سبحانه وتعالى - مرة أخرى أن يضرب الأرض ثانية في مكان آخر، ففعل نبينا أيوب وأخرج من مكان الضربة نبعا بعين أخرى، فأمره - سبحانه وتعالى - أن يشرب من مياهها، فخرج من باطنه كل الألم الذي كان يشعر به، فعادت له عافيته من الباطن والظاهر. رفع الله - تعالى - عن نبيه أيوب - عليه السلام - البلاء بعد ما مر به من ألم؛ فقد كان صابًرا شاكًرا ذاكًرا مع شدة ما ألم به من الألم والأذى واغتسل من ذلك الماء المبارك وأعاد الله لأيوب عافيته وسلامته. وقد رفع الله عن سيدنا أيوب الشدة وكشف ما به من ضٍر رحمة منه ورأفة وإحسانا وأبدله بعد ذلك صحة ظاهرة وباطنة وجعل قصته ذكرى للعابدين تصبر من ابتلي بما هو أعظم من ذلك، فصبر واحتسب حتى فرج الله كربه. إنه الشافي الذي بيده الشفاء لكل مرض وداء وألم، هو القادر على تغيير الأحوال من سيئة إلى حسنة، هو الشافي الذي يعيد الأحوال من حالة الخوف إلى حالة الطمأنينة. وهو الشافي - جل جلاله - الذي إذا أراد لشيء أن يكون يقول له (كن) فيكون ولهذا فقد اشتهر أيوب - عليه السلام - بصبره حتى أصبح المثال للصبر،كان غنيا ويملك الكثير، يتصدق ويتزكى، وكان لين الجانب. اشتهر بغناه مثلما اشتهر بفقره وحاجته لما يشبع الحاجة، وفي غناه كان يعلم أنه لا غنى إلا من الغني المطلق - جل جلاله - واسم الغني من أسماء الله – تعالى - في علاه، وهو الذى لا يحتاج إلى أحد فى شيئ وكل أحد محتاج إليه وهذا هو الغنى المطلق.