النبي سليمان من وحي القرآن والسنة

النبي سليمان - عليه الصلاة والسلام  - هو بن داود بن إيشا بن عويد بن عابر حتى ينتهي نسبه إلى يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم وهو أحد أنبياء بني إسرائيل - عليهم السلام - وقد رزقه الله النبوة والملك، وقد سأل ربه حكما لم يكن من قبل ولا من بعد فكان له، وهو عند أهل الكتاب مجرد ملك من ملوك بني إسرائيل وليسا نبيا من أنبيائهم الكرام، وينسب إليه الهيكل المسمى بـاسمه (هيكل سليمان). وقد آتاه الله ملكا متفردا حيث سخر الله له الجن والطير والإنس والريح وألان له عين القطر ليحكم ويتحكم ويسيطر بقوة الله وعزته عدلا بلا مظالم؛ فكان كما شاءه الله نبيا وملكا قد ورث ملك أبيه داوود - عليهما الصلاة والسلام - فسليمان كانت له النبوة والملك إضافة إلى ما ورثه من ملك أبيه - عليهما السلام -.

وقد قيل فيه ما قيل، وهذه من سنن الحياة؛ فالمخالفون والكفرة دائما يصفون الأنبياء الكرام بما لم يكن فيهم، فسليمان مع أنه يمتلك من القوة المسخرة له ما يمتلكه، لكنه كان نبيا لين الجانب، وملكا عادلا لا يحكم إلا بمشيئة الله ورضوانه ولا شيء غير ذلك.

ومع أنه نبي لكنه بشر يسري عليه ما يسري على بني آدم الكرام من حياة وابتلاء وموت وبعث؛ فهو ابن الملك النبي الذي ورث ملك أبيه، إنه من سلالة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وهو من أطاعه الجن والطير كما سخر الله له الريح آية. وهب الله - تعالى - لسليمان ملكا بعد طلب منه وهو ملك لم يكن لأحد من بعده، وقد بدأ سليمان - صلى الله عليه وسلم - قبل طلب الملك بطلب المغفرة، وهذا لا يعني أنه ارتكب ذنبا أو إثما وجب أن يستغفر منه.

فملك سليمان لا مثيل له، ولن يكون لأحد من بعده؛ فقد خدمته الطير وسخرت الريح له، ودانت له ملوك الإنس، وخضعت له عفاريت الجن، وورث ملك أبيه إلى جانب ما آتاه الله من ملك ومن هنا فقد ورث سليمان الملك والنبوة معا، ووراثة النبوة تعبير مجازي؛ لأن النبوة اختيار إلهي محض، والمراد منها أن الله جعل النبوة له بعد أبيه؛ فكان عهده وأبيه أزهى العهود التي مرت على بني إسرائيل على الإطلاق، وذلك لما أوتيه هذان النبيان الكريمان من العدل والحكمة مع الطاعة والعبادة لله - عز وجل -.