داوود من وحي القرآن والسنة

يتناول المؤلف فى هذا الكتاب نبي الله - تعالى - داوود - عليه الصلاة والسلام  - مع توضيح بعض المفاهيم وتصحيح بعض الأخطاء التي علقت من قبل الذين تناولوا قضايا عرضت في سيرة هذا النبي الكريم من التي رسخت معانيها لدى كثير من المفكرين والقراء على مدى الأطوار المتعاقبة في الزمان والمكان، لذلك نجد بعض النتائج التي توصلت إليها دراسة بعض القضايا أصبحت كأنها مسلمات فكرية وعقائدية احتاجت منا إلى إعادة تقييم، ومن ثم تقويم جديد بما وقفنا عليه من أدلة غيرت بعض النتائج التي لم تكن في مكانها الصائب.

إن الموضوعات التي تضمنها هذا المجلد من موسوعة الأنبياء من وحي القرآن والسنة، كان بعضها من مفردات العقيدة، والبعض الآخر من المسائل الفكرية والعقلية، غير أن تناولها شكل لنا رؤية أخرى بما يقبله العقل ولا يتعارض مع الشرع، فقد كان جل اهتمامنا في تناول هذه القضايا أن نقدم الدليل على صحة الفكرة بالدليل الذي يقبله العقل بما لا يعارض النقل.

ولن نبالغ إذا قلنا أنناكنا نتصور مدى أهمية مثل هذه الموضوعات التي نعالج بها قضايا كبرى جوهرية قبل أن نقدم على النظر في مسائلها والكتابة فيها، لما تتناوله من أشياء  بالإنسان جوهرا ومادة، وتمت له بصلة في حياته وفيما بعد الموت، وإن كان الكلام في هذه الأوراق ينصب على أمور وقضايا منها:

  • قضايا جديدة لم تكن موجودة جاء بها أنبياء الله - عليهم الصلاة والسلام -
  • قيم حميدة موجودة في المجتمع أقرها الأنبياء وأكدوا.
  • قيم ذميمة موجودة في المجتمع رفضتها الأنبياء ورسالاتهم ونهوا عنها.

وبصرف النظر عمن آمن وأطاع، أو من كفر وعصى فإن الفضائل الخيرة والقيم الحميدة تبقى في المكانة العالية والمرتبة السامية أخذ بها من أخذ وتركها من ترك.

عندما تناولنا القضايا التي عرضت لداوود - عليه الصلاة والسلام  - أو القضايا التي ثار الجدل حولها وكثر فيها الخلاف من قبل أهل الكتاب في موضوعاتها، كان لابد من التوسع في بعض نقاط البحث، وتفصيل القول في بعض مجملاته، وهذا التوسع وهذه الزيادات لاسيما في الوقوف على أدلة جديدة تدعم آراءنا ومواقفنا في دحض الافتراءات الكثيرة التي رمي بها داوود - عليه الصلاة والسلام  - وهو منها براء، فرأينا أن التوسع مع زيادة الأدلة في بعض الجوانب المهمة يوصل إلى الهدف ويحقق الغاية مع الانسجام التام في تسلسل الأدلة النقلية والعقلية التي ابتغينا لها أيسر سبل الاقتناء وأوجز العبارات في أبسط الأساليب، حتى يتسنى لطالب الحقيقة والمعرفة، أن يفيد من موضوعات هذا البحث ولا يجد أي عثرة في طريق فهمها.