يعقوب من وحي القرآن والسنة

النبي يعقوب - عليه الصلاة والسلام  - هو الأب والنبي الأسبق والمعاصر لرسالة يوسف - صلى الله عليه وسلم - وهو نبي للابن ومعلمه العقيدة الصحيحة ومنبئه باجتباء الله له، ومصدرا من مصادر القيم والسلوكيات عند يوسف - صلى الله عليه وسلم - ثم هو من بعد ذلك المصدق برسالة الرسول يوسف - صلى الله عليه وسلم - والشاهد على طاعة إخوته له نبيا نقول: إن هذا المدخل إنما هو باب الدخول إلى مستويات التحليل فيما بعد ورابط أساسي للأحكام التي ستصدر عن التحليلات المتعددة أثناء البحث، فهي بمثابة الثوابت التي يرتكز عليها هذا المؤلف، ومن خلالها أظهرنا صفات يعقوب وما كان يمر على البعض دون وقفة مع دلالة الصفة ومضامينها ويعقوب مهدي فى العقيدة والقول والسلوك.

وقوله: كلا هدينا يعني: أي كل هؤلاء هديناهم يعني إبراهيم  وإسحاق ويعقوب، وفائدة ذكر هدينا التنويه بإسحاق ويعقوب، وأنهما نبيان نالا هدى الله كهديه إبراهيم. وهدى يعقوب لم يكن لذاته بمعنى: أن الله هداه ليكون مهتديا، بل هداه ليكون هاديا لنفسه ولغيره، وإلا ما فائدة الهدى إذا لم يظهر بعد العقيدة في السلوك ليكون أسوة. انتقل يعقوب - عليه السلام - بأولاده من بادية فلسطين إلى مصر بعد أن مكن الله ليوسف - عليه السلام - في أرض مصر، وصار على خزائنها، وأرسل إلى أبيه وأهله جميعا أن يأتوا إليه، فأقبل يعقوب - عليه السلام - بأولاده وأهله جميعا إلى مصر واستوطنوها، ويذكر اليهود في كتابهم أن عدد أنفس بني إسرائيل حين دخلوا مصر سبعون نفسا. وكانوا شعبا مؤمنا بين وثنيين، فاستقلوا بناحية من الأرض أعطاهم إياها فرعون مصر، فعاشوا عيشة طيبة زمن يوسف - عليه السلام - وبعد وفاة يوسف - عليه السلام - بزمن الله أعلم بطوله تغير الحال على بني إسرائيل، وانقلب عليهم الفراعنة طغيانا وعتوا واستضعافا لبني إسرائيل، فاستعبدوهم وأذلوهم .