الدّعاء ومفاتيحه من وحي القرآن والسنة

قال تعالى (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)

يفهم من هذه الآية الكريمة أن للدعاء إجابة حاصلة لا محالة، ولكن لمن تكون؟ للذين يستجيبون لله - تعالى - ويعبدونه كما شاء أن يعبد. ذلك لأن الله خالق الشيء (أي شيء) سواء أكان خلقا مشاهدا أم مجردا، أم سؤلا أم إجابة، أي لا إجابة إلا منه، ولهذا وجب التوجه إليه بقلب يستجلب الإجابة. والأهم، أن ساعة الاجابة لا يحددها إلا هو (المجيب وليس السائل)، وهكذا حال أي ساعة، فهي لا تكون إلا بغتة لتكون في ساعتها الفرحة عارمة. أما قيام الساعة التي هي أمر نافذ، فهي القيام عن غير سؤال، وهي لا شك ساعة تغيير أحوالنا وشئوننا وحياتنا بكاملها إلى شيء عظيم هذا في حالة ما إذا كنا من سائليه - تعالى - بقلب سليم، ولكن إن كنا من الغافلين فالعقاب الحق سيكون شديدا ولأن دعاء المؤمن لله - تعالى - مرشد به ومأمور به ومٌرض لله - تعالى - فلم لا نسأل؟ وبخاصة أن الإجابة ستكون متحققة لا محالة في الوقت الذي يراه المجيب جل جلاله.

وعليه علينا بالسؤال ونحن طائعين وواثقين بأن الإجابة آتية، بل الإجابة جاهزة لمن يسأل بقلب سليم وطاعة تامة، فالرسل الكرام سألوا وفي كل سؤال إجابة، ولكن نحن لم نكن رسلا؛ ولهذا فعلينا الدعاء وعليه الإجابة والحمد لله رب العالمين.