صالح من وحي القرآن والسنة

النبي صالح - عليه الصلاة والسلام - يعود نسبه إلى قبيلة ثمود، وهي من القبائل العربية البائدة، ظهرت هذه القبيلة بعد أن بدت قبائل عاٍد في وادي الأحقاف، ذلك الوادي الذي تميز أهله بالزراعة وهم قوم بنوا بيوتهم في قلب الجبال؛ فكان عليهم أن يؤمنوا بالله ويشكروه على نعمه عليهم، ولكنهم كفروا؛ فعبدوا الأوثان من دون الله.

وفي تلك الظروف اصطفى الله - تعالى - صالح - عليه السلام - نبيا لبني ثمود؛ فأعلن دعوته وبشر برسالته، ومن هنا بدأ الصراع. فانقسمت القبيلة بين مؤمنين وكافرين، وكان على رأس قبيلة ثمود تسعة رجال أقوياء، وكان جميعهم من المفسدين. كانت القبيلة تعبد أربابا من دون الله، وعلى رأس ما يعبدون حجرة ضخمة سموها: (الصخرة المقدسة)، والذبائح عليها ومن حولها تذبح عبادة من دون الله، كانت ثمود من الأقوام المفرطة في اللذات من مطعم ومشرب ومسكن، وبلغوا في ذلك الترف مبلغا أوقعهم في الإسراف والعصيان والتمرد لظنهم أ ن ما هم فيه دائم لا يزول، فعاثوا في الأرض فسادا، وسخروا من صالح - عليه السلام - ودعوته ومن آمن معه، وناصبوهم العداء، وأعرضوا عن الصراط المستقيم الذي جاء به.