الخدمةُ الاجتماعيَّة النَّاهضة (كيف تصنع أملًا وتبلغ مأمولًا)
Book Cover: الخدمةُ الاجتماعيَّة النَّاهضة (كيف تصنع أملًا وتبلغ مأمولًا)
Editions:PDF

المقدمة

الأملُ حيويّة تملأ النفس تطلّعا تجاه المأمول رغبة، حيث لا يأس ولا قنوط؛ وهو نتاج عزيمة الآمل وإرادة تجاه ما يمكن إنجازه وفقا لخطة مرسومة، وإمكانات وعدّة، مع وافر التهيؤ والاستعداد والتأهّب للعمل الجاد.

فالأمل لم يكن نتاج صدفة، بل حسن تدبّر عن وعي بعد تفكّر فيما يجب، وتذكّر لما كان غير مرضٍ ولا مقنع، وتطلّع لمستقبل مأمول فيه الأفضل والأجود والأفيد والأنفع والأرفع ارتقاء.

ومن ثمّ فالأمل كونه حيوية دافعة تجاه المأمول، هو استنتاج معرفي بعد قراءة واعية لما يجري، وما ينبغي أن يؤخذ تجاهه وفقا للقوّة المعدّة لمواجهته، وتجاوز ظروفه ومعطياته.

ولأنَّ الأمل قيمة رفيعة، فهو إن لم تبحث عنه وتسعى إليه لا يمكن له أن يبحث عنك ولا يسعى إليك، وإن أردت مصاحبته فعليك بقبول التحدّي، وإلّا لا داعي للعب في ميادينه الفسيحة، فإنْ كنت ضيق الصّدر وقاصر الرّؤى؛ فعليك بنفسك أوّلا حتى تخلّصها مما ألمّ بها من همومها وتزيح من أمامها ما وضع من عوائق؛ هذا إن رغبت أن تبني لنفسك صرحا من الأمل، وإن لم تفعل ذلك؛ فليس لك إلّا التوهّم والحلم والتمني، فتوهّم، واحلم، وتمنى ما شئت إذ لا يقظة في المقابر.

إنَّ للأمل علاقات مع الزّمن والمأمول فيه في دائرة الممكن المتوقّع وغير المتوقّع؛ ولهذا وجب على الآمل أنْ يستقرأ ويستنبط ما هو ممكن بعد التفاتةٍ منه إلى الماضي بغاية أخذ العبر واستيعاب المواعظ، ثمّ يقف عند حاضره؛ لحصر ما لديه من إمكانات، وما يمكن جمعه لإدارة تروس العمل الممكّن من بلوغ المأمول رغبة.

أ د. عقيل حسين عقيل

طرابلس ليبيا

2023م