الثقة في ذاتها قيمة حميدة مجردة ، ولكن عندما تغرس في عقول وضمائر المستهدفين بها سواء أكانوا أفرادا أم جماعات أسوياء أم عملاء قيد البحث والدراسة تستوجب منهجا وطريقة وأسلوًبا وأخصائيين لهم من المهارة الفنية ما لهم، ولهم من الخبرة والتجربة والتأهيل العلمي والدراية الواسعة مالهم. ولأن مهنة الخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية فهي تتعامل مع الأفراد والجماعات والمجتمعات وكأنهم ابني آدم الأولين قرابة ، ومع ذلك تقف عند كل خصوصية دينية وعرفية وثقافية وعرقية دون أن تميل إلى واحدة منها على حساب غيرها.

ولهذا اكتسبت مهنة الخدمة الاجتماعية ثقة الناس فيها بأسباب غرسها الثقة فيهم دون تمييز، بينهم معتقد يراها للمتميزين منهم علما ومعرفةً وتجربةً، وفي المقابل مراعاتها للظروف التي ألمت بًالبعض الذي لم يوفق في إدارة شؤون حياته اليومية، وإخفاقه في تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين، أو التي جعلت من البعض فاشلا أومنحرفًا عن الفضائل الخيرة والقيم الحميدة ؛ فاهتمت بًالدراسة والبحث في ميادين الأسرة والجماعة والطفولة والشباب والعجزة والمعاقين، وكذلك في ميادين مؤسسات تنظيم المجتمع على المستوى المحلي ومستوى الدولة والعلاقة بًالآخر التي تحفز المهنة إلى التطلع إليه بغاية المزيد المعرفي وما ييسر قل إحداث النقلة إلى المفيد والأكثر جودة.

ولأن المهنة إنسانية فهي يد ممتدة إلى أيد في حاجة للنهوض أو في حاجة للمساعدة الهادفة؛ فكانت خير  مهنة لخير خلق ، مصداقًا لقوله - تعالى - (لقد خلقنا الْإنسان في أحسن تقويم)