موسوعة أسماء الله الحسنى وأثرها فى استخلاف الإنسان فى الأرض – الجزء الأول
Book Cover: موسوعة أسماء الله الحسنى وأثرها فى استخلاف الإنسان فى الأرض - الجزء الأول
Part of the موسوعة أسماء الله الحسنى وأثرها فى استخلاف الإنسان فى الأرض series:
Editions:PDF

إن البحث في أسماء الله الحسنى لم يكن حصرا على جيل دون جيل ولا زمان دون آخر وإنما هو مطلق لكل عصر وجيل إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وأسماء الله الحسنى التي وردت في الحديث الذي اعتمدناه في الكتاب جاءت في القرآن الكريم إما نصا بالاسم أو بالصفة أو بدلالة الفعل أو أحد المشتقات أو إنه لم يرد وثبت بنص الحديث.

طالما أن الأمر كذلك فهي في كتاب الله - تعالى - الذي وصفه - صلى الله عليه وسلم - بقوله إن هذا القرآن مأدبة فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم، إن هذا القرآن هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد

ولأن القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يبلى، فأسماء الله لا تنقضي نعمها ولا تبلى صفاتها فإن كانت نعمه لا تحصى وأسماؤه هى التي تنعم علينا بهذه النعم فكذلك أسماؤه لا تحصى وقد فصلنا القول في هذه الجوانب في متن الكتاب.

وأما قضية تعريف وتنكير الأسماء الحسنى فقد أخذت منه حيزا مهما في البحث الذي خلص إلى أن  (أل) ليست للتعريف وإنما جزء من الاسم وليست للتفخيم ولا للتعظيم كما ورد في كتب التراث من النحو والمعاجم والتفاسير التي بنيت عليها، وإنما هي أعلام للذات الإلهية سواء مقترنة ب(أل) أم مجردة منها.

وقد عمد هذا البحث لإثاره مجموعة من القضايا الفكرية في إظهار العلاقة بين الخالق والمخلوق من خلال خصوصية كل اسم بما يدل عليه وشمولية الاسم الواحد لبقية الصفات بالأدلة المنطقية من المنقول والمعقول.

فإن كان البحث هو النتيجة التي توصل إليها الكتاب فإنه كذلك يطرحه بين ثناياه من القضايا الإنسانية الذاتية والموضوعية وما يتعلق بكل جانب وما يترتب على هذه العلاقة من نتائج بين الإنسان و خالقه  تشمل الحياه الدنيا والآخرة.