الِّرجاُل القَّوامة
Book Cover: الِّرجاُل القَّوامة
Editions:PDF

الرجال القوامة مركب (موصوف+ صفة) لفت انتباهنا حيرة حفزتنا على البحث، الذي من خلاله أوضحنا مفهوم الرجال موصوفًا، وكذلك مفهوم الَقَّواَمة صفًة،كما بيَّنا الصلة الموضوعيَّة الَّرابطة بين مفهوم الموصوف والصفة.
وما لفت انتباهنا هنا تلك التفسيرات لقوله تعالى: {الِّرَجال قََّواموَن على النساء بِما فضل اللَّه بعضهم على بعض وبِما أَنفقوا من أَموالِهم} ، فتلك التَّفسيرات أسندت مفهوم كلمة (الَقَّوامون) على كلمة (الَقَوامة)،

ونحن من خلال بحثنا ميزنا بين المفهومين؛كون المفهوم الأَّول: (الَقَّواموَن) يرجع إلى أصل هو: قََّوم، يَقِّوم، تَقويمًا، أَّما مفهوم الكلمة الثَّانية: (الَقَواَمة) فيعود إلى مفهوم (الَقَواَم) الذي منه تتولد تفريعات الكلمة: قََوام، يَقَوام، قواًما، أو ِّمقواًما، وقََواَمة. وهذه التصريفات أو التفريعات المتعلِّقة بكلمة (الَقَّواموَن) وكذلك المتعلقة بكلمة (الَقَواَمة) ليست ذاتها المتعلقة بتفريعات مفهوم الكلمة: قَاَم، يَقوم، قِّياًما، وهذا لا يعني أنَّه لا صلة أو أنَّه لا علاقة لمفهوم هذه
الكلمات بِفهوم الجذر اللغوي لكلمة (قََوَم).وبناء على ذلك:
كانت لنا افتراضاتِّ استوجبت البحث الموضوعي؛ تجنبًا للانحياز، أو التسليم بِما فسره بعض المفسرين وهو فيِّ حقيقة أمره يُخالف فلسفة المفاهيم وحكمتها الكاشفة للأسرار والخفايا، والمظهرة للمضامين دلالة وخصوصية. وهذه التساؤلات هي:
1 النساء: 34.
ألا يكون مفهوم كلمة (الِّرجال) متجاوزا لمفهوم الُّذكورة ومستوعبا لما يدُّل عليه مفهوم (النِّسوة رجولة)؟!
ألا يكون مفهوم كلمة (الَقَّوامون) متجاوزا للضمير العائد على مفهوم
(الِّرجال ذكورة) ومستوعبًا لما يدل عليه مفهومً النِّساء رجولة؟! ألا يكون مفهوم قوله تعالى: (ِّبِما فضل الله بعضهم علَى بعض) أن الِرجال والنِّساء متساوون تفضيًلا؟ مع أن الذكر ليس كالأنثى فإن الذكر والأنثى رجولة لا فارق بينهما؟!
هذه افتراضات وليست مسلَّمات كما قد يقرأها بعض الناس؛ والبحث
المتقصي لمعرفة مضامينها ومفاهيمها قد أظهر كثيرا من الحقائق والحجج، التي أبطلت تلك التفسيرات المجانبة للموضوعيَّة حجة ودليًلا وبرهانا. ومن ثمَّ فقوله تعالى: (الِّرجال قََّوامون) َجَعل (الُّرجولة) مع صفة
(القَّواميَّة) وكأنَما كلمة واحدة مع أَّن لكٍل مفهومه الخاص به تمييًزا.وبالبحث والتقصي تمكنَّا منكشف الحقائق وإظهارها، وتبيان مفاهيمها دراية.
أ د. عقيل حسين عقيل 2022/1/1م