الدِراية من الأمِّر إلى الطَّاعِّة
Book Cover: الدِراية من الأمِّر إلى الطَّاعِّة
Editions:PDF

أقّدم مؤلّفنا (الّدراية من الأمر إلى الطاعة) للسادة الكرام من القَّراء عن الدراية .
وفي هذا المؤلّف جاءت الدراية قيد البحث بمفهوم ذال على معكوس مفهوم الأميَّة (الدراية في مواجهة الأميَّة)، وهذا يعني أن مفهوم الدراية ليس على مفهوم العلم، ومع أن مفهوم الدراية ليس على مفهوم العلم، فإنَّه أيضا ليس على معكوس مفهومه.
والبحاث والنُّقاد والمفسرين؛ ليكون بين أيديهم مقدما للمعلومة المضافة دراية ومفهوم الدراية هنا جاء مرتبطًا بالداري، والمدرى، والمدرى به، ولفك هذا المقصد نعّرف كل منها وفًقا لمفهومه الّدال عليه دون غيره:
الداري: الله تعالى الذي أدرى محمد بما لم يكن يدري.
المدرى: النَّبي محمد عليه الصلاة والسلام، عن طريق جبريل عليه
السلام المأمور بإبلاغ محمد.
إلا َ وحي يوحى } 1 .
1 النجم 3 – 4.
المدرى به: الوحي المنَّزل على مَّحمد: {وما يْنطق عن اْلْهوى إْن هو إلا وحى يوحى}

أما مفهومي (الأمر، والطاعة) وفًقا لموضوع مؤلفنا، فإنَّما يدلان على القبول والالتزام، أي: قبول مَّحمد أمر القراءة بعد أن تبّين له المعجز للأميَّة مع أنَّه لم يكن بقارئ، ثمَّ التزامه بها إيمانً، وطاعة، وتبشيرا، ودعوة، وترشيدا، وتحريضا، وجهاًدا، وسلاًما؛ ولْذا فإَّن طاعة الأمر بالنّسبة إلى مَّحمد عليه الصلاة والسلام هي طّاعة دراية، وليس بطاعة أميَّة؛ ومن هنا نعرف أن محمدا الذي كان أميًّا أصبح من بعد الوحي المنَّزل نبيًّا مدري. ولأن الدراية لا تكون إلا عن وعي واستنارة، فلا يليق بنا أن نكون
على غيرها عاطفة أو ضيق أفق نصدر الأحكام باسم الله وكأنَّنا الله جل جلاله في الوقت الذي لا يمكن لنا أن نكون كذلك؛ ولذلك نحن نجتهد بغاية معرفة البيّنة، والتدبُّر، والتفكر، والتذّكر؛ ومن ثمَّ معرفة الحكم التي تجعل الّرجال على الحق ثابتين ولا يميلون مع كل ريح هابّة.
ومن هنا يقّدم هذا المؤلف جهًدا بحثيًّا مستنًدا على المعلومة من
مصدرها كتاب الله (القرآن الكريم)، وسنّة الَّرسول الكريم مَّحمد، وتلك المعلومة قد أخضعت للتحليل العلمي، حتى بلوغ نتائج موضوعيَّة قابلة للتفسير الموضوعي والنَّقد البنَّاء.
أ د. عقيل حسين عقيل 2022م