الخدمةُُ الاجتماعيَّةُ النَّاهضة ُ (طرقُ مُهنيَّةُ متساندةُ مترابطة)
Book Cover: الخدمةُُ الاجتماعيَّةُ النَّاهضة ُ (طرقُ مُهنيَّةُ متساندةُ مترابطة)
Editions:PDF

مع أن لكل طريقةُ من طرق مهنة الخدمةُ الاجتماعيَّةُ النَّاهضةُ خصوصيَّة، فإنُ وحدة فكريَة بينها تتساندُ وتتعاضد وتترابطُ قيما؛ ولذا فكما لخدمة الفرد مفردات خاصة بها،فكذلك لخدمة الجماعة مفردات خاصة بها،وأي ضاُ لطريقة تنظيم المجتمع مفردات خاصة،وبها تتميّز،وفُوقُ ذلكُ كلّهُ فللمهنة فلسفة واحدة،وكلُ المفرداتُ لاُ تستمدُ إَّلاُ منهاُ قيمةُ و حجة و برهانا .

إذن فلا إمكانيَةُ لاستقلال طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية الناهضة عن الأخرى؛ذلك لأنه لا وجود لفرد مستقل بذاته عن الجماعة، سواء أكانت أسريةُ أم جماعةُ مدرسيّة أمُ جماعةُ عملُ وممارسة مناشط، وهكذا لا وجود لجماعة إلا والمجتمع حاض لها.

وعليه فالخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة لاينظر إليها إلاوحدة واحدة متساندة ومترابطة ،ولها فلسفة لاترىُ الإنسانُ إلا قيمة مقدرة،فلا ينبغي الاستهانة به،كما أنها فلسفة وترى للفرد حقوق، وللجماعة حقوق، وللمجتمعُ بأسرهُ حقوقُ ينبغيُ أن تمارس بلا تردد؛وترى لهم جميعا واجبات ينبغي أنُ تؤدى رغبة وإرادة،ولهمُ مسؤوليَّاتُ ينبغي أن يحملوها ويتحملون ما يترتّبُ عليها من أعباء ولو كانت جسيمة؛ ومن هنا فهي المهنة التي ترفض أفعال وسياسات الحرمان والاقصاء و التهميش،سواء أكانت الأفعال والسياسات تلاحق فردا،أم أنها تلاحق جماعة أم مجتمع بحاله؛ولذا فهي المهنة التي تعمل على إصحاح المفاهيم الدالة على ذلك وإصلاح ذات البين بين الأفراد والجماعات والمجتمعات.

مهنة ناهضة وهدفها النهوض بالأفراد و الجماعات بغاية تغيير أحوالهم من التي هيُ عليهُ إلىُ ماُ هوُ أكثرُ رفعةُ ونهضة.
ولأنها مهنة ناهضة ولها غاياتُ عظيمة،فهي قادرةعلى الدفع بالأفرادُ والجماعات والمجتمعات تجاه ما يمكنهم من صنع المستقبل المأمول لكل منهم. ومع أنها المهنة التي تؤمن بتقديم المساعدة؛فإنها لاتؤمن بأن تصبح المساعدة غاية في ذاتها،بل لاترى وجوبا لتقديم المساعدة إلا لتكون هادفة إلى التغيير نهوضا.

ولأن النهوض بالأفراد والجماعات والمجتمعات هو المستهدف بلوغهُ مهنيا،إذن ليس لطرقُ المهنة إلا أن تساند الأفراد و الجماعات و المجتمعات نهوضا علميا و قيميا و معرفيا، حتى تحدثُ لهم النقلةُ المرجوة لصناعة الأمل والعمل على بلوغه ونيله مأمولا.

 

أُد.عقيل حسين عقيل

طرابلس ليبيا
2023م