التطرف من الإرادة إلى الفعل
Book Cover: التطرف من الإرادة إلى الفعل
Editions:PDF

التطرف كما هو ابتعاد عما لا يجب الابتعاد عنه مثل: الاحترام والتقدير، فهو ابتعاد عما يجب الابتعاد عنه مثل: الابتعاد عن المحرمات والانتهاء عنها مما يجعل صفة الابتعاد الأولى سالبة، وصفة الابتعاد الثانية موجبة، مع العلم أن مفهوم التطرف يحمل المغالاة في الابتعاد، وهذه المغالاة تضعه في مواجهة الموضوعية التي تحتكم بما هو عدالة ومع أن التطرف غير الإرهاب فإن الكثيرين لا يفرقون بين مفهوميهما؛ ذلك لأن التطرف أساسه انحراف فكري، أما الإرهاب فهو إعداد عدة واستعداد لإرهاب من أعد عدةً وأظهرها تلويحًا لعدوان مرتقب كون الطرف المقابل لا يمتلك قوة رادعة لأي عدوان؛ ومن هنا وجب على الطرف الضعيف (المهدد من قبل القوي) أن يعد عدة ترهب الخصم وتوقفه عند حدوده، ومن ثم تقطع تفكيره وخططه التي رسمت للتنفيذ عندما تصبح الفرص مواتية بلا ردات فعل داخلية أو خارجية.

ومع أن مفهوم التطرف يبدو للبعض واحًدا فإن للتطرف مفاهيم متباينة من حيث المستوى: (فردي، وجماعي ومجتمعي، ودولي)، ولكل: (أسلوبه، ومنهجه، وسلوكه)، مما يتطلب علاجات مختلفة، ومناهج مختلفة، وأساليب مختلفة، بل وطرقا مختلفة وفقا للنوع: (ديني، سياسي، اجتماعي، اقتصادي، ثقافي).

وعليه: لم يكن التطرف فعلا طارئا، بل لا يمكن أن يكون تطرفا إلا عن إرادة تمكن من تحمل ما يترتب عليه من أعباء ومسؤوليات، وكذلك لا يكون فعًلا متطرفًا إلا بعد تهيؤ، واستعداد، وإعداد عدة، وتأهب للتنفيذ نناقش فى مؤلفنا هذا تعريف التطرف ومراحله من النشأة إلى التأهب.