من الفِكَر إلى الفِكْر
تعد الفكر مولودة التدبر العقلي منبت المعرفة الواسعة، ومصدر تنوعها، وهي المطورة لها والمجددة، تستلهم حيويتها من المستفزات العقلية، فتبحث وتتقصى حتى تنتج جديدا يضاف إلى تلك الفكر المنتجة معرفة نتيجة للخلط المفاهيمي بين الفكر والفكر ارتأينا البحث فيهما حتى تمكنا من التبين المميز مفهوما ودلالة ومعنى؛ فكانت الفكر في دائرة المعرفة دليلا مرشدا لإنتاج العقل وتمكنه من كشف المجهول، ومن بعده التمكن من صنع الخوارق مع أن لكل من (الفكرة والفكْر والفكَر) تعريفها، ولكنها جميعا تستفز العقل بالمحير، وهذا من ميزها، لأن المحير يلفت إليه؛ فيولى اهتماما بحثيا حتى بلوغ معرفة ما جعله مستفزا ومحيرا.
ولأن حاجات الإنسان متطورة؛ فالبحث عن مشبعاتها يتطور معرفة، ولأن حياة الإنسان مليئة بالمصاعب والمشاكل؛ فالجهود الفكرية لا تتوقف بحثا، وفقا للمتنوع والمختلف، ولهذا مر الفكر الإنساني بمراحل نمو طويلة بدأت من مرحلة الفطرة والخيال، في تلك الأزمنة الأسطورية التي كانت فيها الثقافة شفوية، وفيها من الخيال والخرافة ما فيها، وفيها من البطولات الكلامية بغير بطولات ما فيها ونظرا لأهمية هذا الموضوع علميا ثم صوغ هذا المؤلف نتائج مفسرة ليكون بين أيدي القراء الكرام خاضعا للنقد الموضوعي، أو إلى المزيد من الإضافات الواسعة، أو التصحيح بدلائل وبراهين وحجج بينة.
Comments (0)