معجزات وبعضها من بعض
بسم الله حمدًا أُقدِّم مؤلّفنا (معجزات وبعضها من بعض) للقرَّاء والبحّاث الكرام؛ الذين يمتلكون عقولًا تتمكّن من التحليل والتعليل، كما تُمكّنهم من التفسير والنقد والتصحيح والإضافة؛ إذ لا كمال إلَّا لله تعالى.
ولأنَّ مؤلّفنا تناول باهتمامٍ موضوعي مفهوم المعجزات ودلالاتها فباهتمامه هذا تبيّن له أنَّ العلاقة بين السّماوات والأرض هي علاقة بين: (المستحل، والمعجز، والممكن)، ومن هنا فإنَّ المعجزاتِ لا تكون إلّا وبعضها من بعضٍ.
ولأنَّ الإنسان مهما عَظُمَ علمه فلمْ يؤتَ من العلم إلَّا قليلًا، إذن: فمن يقول: أَنَا عالم فقد جهل، وفي المقابل من يفتي بغير علمٍ فقد ضلّ؛ ولهذا وجب علينا البحث العلمي؛ لنتبيّن الحقّ من الباطل، ونبلغ المأمول الذي يُمكّن من الإقدام على الحقِّ والأخذِ بهِ، وفي الوقت ذاته يُمكّن من تجنّبِ الوقوع في الباطل والانتهاء عنه.
ولأنَّ هدف بحثنا هو التعرُّف على العلاقة بين (المستحيل والمعجز والممكن) فإنَّنا من دون شكّ نبحث في موضوعٍ جدلي وفيه من الصُّعوبات ما فيه، ومن ثمَّ فلا إجابة مطلقة يمكن استمدادها والتجادل بها والتحاج إلَّا من الذي بيده الأمر المطلق والعلم المطلق.
ومع أنَّ الإنسان بفكره تمكّن من غزو الفضاء فإنَّه لم يبلغ اختراق السّماوات الطّباق ولن يستطيع، ومن هنا فإنَّ تفكيره هذا وإن عظم شأنه لا يزيد عن تفكير كتكوت ما زال وسط البيضة؛ كونه لم ير الضوء بعد.
ولأنَّه لا مُعجزة إلَّا مِنْ معجزٍ، إذن: وإنْ تعدّدت الرّسالات (المعجزات) فلا تكون إلَّا وبعضها من البعض؛ ولذا فالمعجزُ واحد لا يتعدّد وإن تعدّدت صفاته.
ولتبيان ذلك ووفقًا لدائرة النسبيّة تعمّقنا بحثًا في بعض القضايا المختلف على شيءٍ من تفسيراتها، حتى توافرت بين أيدينا نتائج وحُججًا وبراهينَ موضوعيَّة لا إمكانيّة لإخفائها أو طمسها أو التأخير عن نشرها؛ وذلك لعلّها تُثري الفكر وبخاصّة الإسلامي، وتُنتج حوارًا جديدًا دون عصبيّة لرأيٍ ضدّ رأي آخر، ودون تبعيّة لرأيِ حاكمٍ، أو أيدولوجية فكريَّة، أو جماعة بعينها.
وما التوفيق إلَّا بالله، فإنْ غفلت أو أخطأت فاستغفر الله، وإن أصبت فالحمد لله ربِّ العالمين، ولا كمال إلَّا لله وحده.
أ.د عقيل حسين عقيل
2021م
Comments (0)