مبادئ تحدي الصعاب
Book Cover: مبادئ تحدي الصعاب
Editions:PDF

تحدي الصعاب مبدأ ولدت منه مبادئ فكانت في مؤلفنا عنوانا عريضا يقدم إلى أساتذة العلم وطلبته، وأهل المعرفة الواسعة، والفكر المستنير؛ لتكون الموضوعية المعيار الحكم بين الباحثين والمختلفين. ولأن التحدي قيمة رفيعة فأهله لابد أن يبلغوا الرفعة مكانة ومنزلة، ومن هنا: جاء الصراع تحديا بين حق وباطل (ما يجب وما لا يجب)، فكان الإيمان في مواجهة الكفر، والعدل في مواجهة الظلم، والحق في مواجهة الباطل، والتقدم والارتقاء في مواجهة التخلف والدونية.

ولأن المبادئ المقدمة في مؤلفنا مستمدة من قيم الارتقاء، فهي لا تكون مبادئ إلا عمليا؛كونها مبادئ ممارسة العمل والفعل وليس للتنظير فقط؛ مما يستوجب التعرف عليها، والتعريف بها في ميادين البحث العلمي.

وما دعانا إلى البحث في هذا المجال ما وجدناه من لبس وغموض في مفاهيم: (الهدف والغرض والغاية) وكأنها مفاهيم ولا فارق بينها، فمن هنا لم يكن لنا بد إلا فك ملابساتها وتقديم المصوب من حيث:

  • الهدف ينجز.
  • الغرض يتحقق.
  • الغاية تبلغ.

ولأن للمعرفة بداية، ولا نهاية لها إلى النهاية؛ فلم يقف مؤلفنا عند حد فك اللبس الذي علق بمفاهيم: (الهدف والغرض والغاية)، بل تعداه  إلى فتح آفاق التفكير بإضافة مبدأ يتجاوز بعقل الباحثين الوقوف عند بلوغ الغاية وكأنها النهاية التي لم يكن من بعدها أفق للتفكير والبحث العلمي.

وهنا أوضحنا أن وراء كل هدف هدفا، ووراء كل غرض يتم غرضًا، ووراء كل غاية غايةً، ولا غاية وراء الغاية إلا المأمول الذي بلوغه غاية، وهنا تساؤلاتنا:

- لماذا لم يكن الهدف غاية مع أن الهدف ينجز؟

- لماذا لم يكن الغرض غاية مع أن الغرض يتحقق؟

- لماذا كانت الغاية غاية ولا شيئا من بعدها، وكأنها النهاية؟

أي: هل الغاية أن يتم بلوغ الشيء؟ أم أن الغاية يتم نيل ذلك الشيء؟ ومن هنا فرقنا بين أن تكون الغاية غاية في ذاتها، أو أن تكون الغاية مؤدية إلى نيل المأمول؟ فكانت الإضافة مبدأً رابعًا لا تتحقق الآمال إلا به، وهو: (نيل المأمول).