قواعد البحثُ العلمي وصُنع المستقبل
بطبيعة الحال لا علم ولا بحث علمي إلا مقننًا، ولا تقني إَّلا على قواعد تكن من المعرفة الواعية والمقصودة، ولا علم ولا بحث علمي إَّلا من أجل بلوغ مستقبل مأمول، به تتحقق الرفعة والنهضة، اللتان لا يُمكن أن يتحققا من دون
علم وبحث علمي.
ومن هنا فالشعوب التي نهضت هي الشعوب التي أخذت بأسباب العلم، والشعوب التي تود أن تنافسها نهضًة وتقدًما تسعى منافسة لها بالبحث العلمي، واستثمار الإمكانات المتاحة، والعمل على توليد المزيد من الإمكانات الداعمة
لخوض المنافسات بنجاح.
ولا إمكانية للمنافسة إَّلا بالإنسان القادر على التحدي علًما ومعرفًة،
ومهارة، وخبرة، أي: ما لم يكن وعي الإنسان متوًجا بمعرفِّة أهميَّة المنافسة للفرد والجماعة والمجتمع، لا يُمكن له أن يكون مشاركا فعالا في عملية إحداث المنافسة الممكنة من النهوض والتقدم.
ولأن قواعد البحث العلمي منطلق لأي علم، فلا إمكانية لخوض المنافسة علميا إلا بعد دراية بتلك القواعد البحثية، والتي من بينها قاعدة الممكن التي لا يُمكن أن يدخلها المعجز ولا المستحيل؛ فالمعجز والمستحيل لا يكونان إَّلا بيد الله، مع أن المعجز قد مكن الله منه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام،
ولكن المستحيل لا أحد يُمكن منه؛ إنه بيد الله تعالى.
وعليه: بما أن الممكن ليس بمعجز ولا بمستحيل، فلَِم لا نبحث في دائرة الممكن دون توقف ولا خوف، وبخاصة أننا نعرف أن كثيرين بلغوا الخوارق وهم في دائرة الممكن؟
وعلينا أن نعلم أن المعلومات الخاطئة لا تصحح إلا بالمعلومات الصائبة؛
ومن ثم وجب علينا أن نصحح معلوماتنا التي تقول: لا إمكانيَّة للتحدي، بمعلومة كل شيء ممكن ما لم يكن: مستحيًلا أو معجًزا.
ولأَّن كل شيء ممكن،فصناعة المستقبل التي صنعت من الغير،دليُل
إثبات لمن شاء أن يصنع له مستقبًلا ناهضا، فليصنعه، ولكن شريطة أن يأخذ بخطوات البحث العلمي وقواعده البحثيَّة، ووسائله المقنَّنة.
ولأن العلم لا يُحتكر من أحد، فلَِّم لا يكون الاتصال بأهل العلم
والتواصل معهم إفادة ومنفعة؛ لتسهيل توطي العلم والمعارف العلمية في أوطان ال ُّشعوب التي تأمل النُّهوض والأخذ بالأسباب؟
أ د. عقيل حسي عقيل القاهرة
2022م
Comments (0)