فوضى الحل
يجب أخذ العبر من التاريخ، والمواعظ من أهل الحكمة، تفاديا للمؤلم والمحزن، قبل أن يتفشى الفساد في البلاد وتنتشر الذئاب فيه، وتصبح العدالة في قفص الاتهام، ومن بعدها تتعدد الرايات في الوطن، ولا ضابط لإيقاع نشيده، ومن يقبل أن يترك الوطن للذئاب؛ فلا يسأل عن حال الخراف فيه فالساسة وأهل الدراية، عندما يرون صدور الخصوم تضيق غضبا، يعرفون أنها ستنفجر في وجوههم؛ وحتى لا تنفجر يسرعون إلى فك الفتيل.
عند الفوضى سيكون الشعب ليس بواحد في الوطن الواحد، فالوطن لا تؤسس الدولة فيه إلا على قاعدة الاعتراف: (اعترف بي، اعترف بك، وإن أنكرت وجودي طرفاً رئيساً في الوطن، سأنكر وجودك طرفاً يماثلني فيه)، وهكذا هو حال الاعتبار: الذي ينبغي أن يؤسس بين الأخوة على قاعدة: (إن اعتبرتني أعتبرك، وإن لم تعتبرني؛ فلا تنتظر مني اعتبارا).
وعليه: فمن يرسم سياساته على قراءة الكف؛ ألا يستغرب من الشيطان الوطني إن أوقد نار الفتنة بين الصفوف، ولحقت جلابيبه، ومن ثم؛ فمن يلتمس للفوضى عذرا؛ يعجل بولادتها في بيته، وعندما تعم الفوضى، ينبغي أن يأخذ العقلاء خطوة للخلف، حتى تلد لهم حلا.
Comments (0)