العقلُ قيدٌ (من الأمية إلى الاستنارة)
مع أنَّ للعقل البشري كمًّا من المفاتيحِّ لفك التأزُّمات، فإنَّه أمام الصعاب يحتار قبل أن يقرِّرَ ويقبلَ بالتَّحدي، وأمام الخوارق يشكُّ حتى تََحدث له النُّقلة المفاجئة، وأمام المعجزات يستسلم حبًّا للعلم اليقين، أمَّا أمام المستحيل فيقف عاجزًا؛ إذ لا مقدرة.
ومن هنا بقدر ما يكون العقل قيدًا على ما يُمكن أنْ يقوم به تفكيرًا، وبحثًا، وتَحليلًا، وتشخيصًا يُمكِّن من إنجاز الأهداف، وتَحقيق الأغراض، وبلوغ الغايات، ونيل المأمولات، فإنَّ القيود تكبله أميَّة؛ حيث لا دِّراية، وفي المقابل الدراية تقيده وعيًا واستنارة؛ حيث التبين الذي يحول بينه وما لا ينبغي الإقدام عليه إرادة.
وبين هذا وذاك يصبح الخوف ملازمًا له، ولا يفارقه؛ حرصًا على سلامة التفكير، وصدق القول، والحكمة من الفعل، والإخلاص في العمل، والقدوة في السُّلوك.
ونحن بين هذه وتلك ارتأينا أنْ نبذل جهدًا لعله يكون بين أيدي القراء مفاتيح، تُمكِّنهم مِّنَ المعرفةِّ درايةً واستنارةً، وفي المقابل فمن تكون له فكرة في غير فكرنا، فالفكرة مع الفكرةِّ تتلاقح.
أ د. عقيل حسين عقيل
2022 م
Comments (0)