العزل السياسى بين الحرمان والهيمنة
عبر التاريخ والناس على حالة من التدافع والأيام بينهم تتداول، فانتصر من انتصر، وهزم من هزم، عدل من عدل، وظلم من ظلم، تآمر من تآمر، وثار من ثار، أصلح من أصلح، وأفسد من أفسد، وهكذا دائما هي الحياة والأيام بين الناس تداول.
موضوع مؤلفنا العزل السياسي بين الحرمان والهيمنة، كان البحث والاجتهاد محاولة لتبيان حقيقة، وتحليل قضية لا عنوان لها إلا سنن التدافع، سنن تستمد حججها من العدالة التي إن غيبت ضاعت القضايا وسادت المظالم، ولكن القضايا وإن ضاعت فهي لن تنتهي من الوجود، ولذا فلم لا يتم الإقدام على تجنب المظالم؟ ومن هنا سنن التدافع تتجدد بمواعظ التاريخ المليئة بالعبر لمن أراد أن يتقي الله ويعتبر ويتعظ.
فالعزل السياسي هناك من يراه مستفزا لحقوق المواطنة، وهناك من يراه وكأنه المرسخ للقصاص، وهناك من يراه ضد حقوق الإنسان، وفي المقابل هناك من يراه الحق بعينه. ونحن بين هذا وذاك نقدم هذا الجهد لعله يظهر حقيقة العزل السياسي (هو كما هو) كما يريده البعض العزل السياسي في أساسه لا يلحق إلا ممكن من التربع على منصب سياسي، أو من حكم عليه حكم عدل بأسباب جريمة سبق له وأن ارتكبها، وبهذا يطاح بمن يجب الإطاحة به بثورة أو انقلاب، أو أن يحال بين البعض وبعض المناصب السيادية في الدولة حتى لا يمكن منها أحد من الذين عليهم مآخذ جنائية.
ومع أن البعض يرى أن العزل السياسي خير محصن للثورة، لكن البعض الآخر يراه بابا إن فتح يصعب سده. ولأن الأمر كذلك، حاولت كشف الأمر بحثا موضوعيا. ومع أن اتخاذ قرار العزل السياسي سيدخل البهجة في أنفس المطالبين به، إلا أنه سيولد ألما في الأنفس الرافضة له، مما يجعل حمله علة لمعلول يولد من بعده، وسيكون له مسمى.
ومع أنني قد انهيت هذا الجهد هذا اليوم 2013/5/5م؛ فلم أستغرب استصدار قرار العزل الذي تزامن إقراره مع هذا اليوم ذاته. ومع أنه قد صدر لكن الأوجاع ستزداد ألما، وقد ترتفع أصوات، وفي دائرة المتوقع وغير المتوقع، قد يتخلى عنه بعض الذين أقدموا على إقراره، وقد يندم البعض ويطالب بتعديله أو إلغائه، وهكذا هو التدافع حيث لا استغراب وكل شيء ممكن.
Comments (0)