الشخصية المتهيأة
الشخصيَّة المتهيّأة هي التي ليست بغافلة عما تريد أن تعمل وترغب،بل هي التي لها من الإصرار والعزيمة ما لها، وهي المتحّفزة للإقدام على الفعل، غير أَنها لا تقدم على فعٍل حتى تحوط نفسها بما يجب أن يكون ميسًرا بين يديها في دائرة الممكن.
ومع أن الذين سبقون في مجالات علم النّفس، وعلم النّفس الاجتماعي، والخدمة الاجتماعيَّة بحثوا وكتبوا المؤلَّفات عن الشخصية والحالات الفردية، غير أنهم لم يلتفتوا إلى أهميَّة التهيؤ ومدى أثره على شخصيَّة الفرد وأفعاله، مع أنها هي الأساس الحيوي الدافع والمحفز على الإقدام على، أو الاحجام عن.
ولذا فالشخصيَّة المتهيأة منتبهة لنفسها، وهي تدري بما يجب أن تقوم به، أو تقدم عليه، فتعد العّدة، وتستعد تهيؤا للتأهب الممكن من الاقدام على الفعل.
ونظًرا لأهميَّة التهيؤ في صنع أو صقل الشخصيَّة المقدامة، بدلنا مزيدا من الجهد بحثًا عن المعلومة بالمعلومة، حتى عرفنا ما لم يكن معلوًما من قبل وهو أثر التهيؤ على الشخصيَّة، مع العلم قد يكون التهيؤ مؤّدًي إلى موجب، وقد يكون مؤّدًي إلى سالب؛ ومن هنا نقَّدم هذا المؤلف إضافة علميَّة إلى ميادين المعرفة ومجالات العلوم وتخصصاتها لعلَّه يلفت عقول البحاث إلى المزيد البحثي.
وعليه: فإن مفهوم الشخصيَّة المتهيأة يختلف عن مفهوم الشخصيَّة غير المتهيأة؛ ذلك أن المتهيأة دارية بأمرها وما يجب عليها أن تقوم به تجاهه، فلا تتأخر ولا تتخلّف عن الاستعداد والعّدة، أما الشخصيَّة التي لا تلتفت لنفسها فلا تتهيأ لشيء لعلّه يفيدها، ومع ذلك هناك من يتهيأ إلى ما من شأنه أن يهلك ويضر.
ولهذا تمتنا ولكل ذلك مع إبراز علله ومسبّباته ومحّفزاته ودوافعه،تحليل تلك العلاقات المتداخلة بين علّة وسبب، وبين رغبة وحاجة، وبين قيمة وقيمة، مع تفصيل مجالات التهيؤ وفًقا لكل شخصيَّة سواء أكانت شخصيَّة فاعلة من الذاتيَّة إلى التطلّعيَّة والموضوعية، أم أنا على غير ذلك من الذاتيَّة إلى الإنسحابيَّة الأنانيَّة.
أ د. عقيل حسين عقيل
2022م
Comments (0)