(المبادئُ القيميَُّةُ لرعاية الأفرادُ وتنظيم المجتمع) مبادئ الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة مبادئ قيميَّة أخلاقيَّة إنسانيَّة،
تؤسس لرؤية مهنيَّة ناهضة، ويعد الاخصائيُّون الاجتماعيُّون وفًقا لها إعداًدا  مهنيًّا، حتى يصبحوا ممارسين لها وعن كفاءة عالية، بها يتمكنون من دراسات الحالات الفرديَّة والجماعيَّة والمجتمعيَّة، وبكل موضوعيَّة وشفافيَّة مع وافر الترغيب.
ولأَّنها مبادئ قيميَّة خيّرة فهي التي تؤثِّر تأثيرا موجبًا في القول، والسلوك، والفعل، والعمل، ودون إكراه، ولهذا تعتمد عليها مهنة الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة اعتماًدا رئيسا في الإعداد والتأهيل وصقل شخصيَّات الأفراد والجماعات؛ وذلك من خلال الأخذ بقيمها علمًا ومعرفة وتدريبًا وتأهيلا.
ولذا فإن هذه المبادئ النَّاهضة بالمهنة، ستكون شعلة في ميادين العلوم الإنسانيَّة، وستنير السبل أمام الأخصائيين الاجتماعيين في أثناء تناولهم حالات الأفراد والجماعات بالبحث والدراسة، وبخاصة في أثناء الِّدراسة تحليلًا وتشخيصًا وعلاجًا وتقييمًا وتقويمًا.
وعليه: فإنَّه لا رعاية للأفراد والجماعات بدون قيم، ولا رعاية بدون مبادئ مستمدة من تلك القيم الخِّيرة، ولا رعاية بدون أساليب موضوعيَّة تستوعب المختلف والمخالف؛ بغاية النَّهوض الجماعي، وبلوغ الرّفعة وإحداث النُّقلة، ونيل المأمول؛ ولهذا أصبح بين أيدي الأخصائيين الاجتماعيين معطيات قيميَّة تيسّر لهم سبل العمل المهني بلا تردد وهم و اثقون حجّة و برهانًا .
وكل هذه المبادئ جاءت لتقدم للأخصائيين الاجتماعيين حججا وبراهين بمعلومات نابعة من مصادر قيميَّة خيرة، تُمكن من المعرفة الواعية، ومن الدراية والاستنارة، التي تسهم في تنظيم المجتمع ورعاية أفراده وجماعاته؛ وذلك بهدف النُّهوض بهم قيميًّا وعلمًا ودرايًة.
ولأَّن مهنة الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة مهتمة بنهوض المجتمع وساعية إليه علما ومعرفة ودراية واستنارة؛ فليس لها إَّلا أن تيسير السبل النَّاهضة أمام الفرد والجماعة والمجتمع، حتى يتمكنوا من تحديد أهدافهم نهوضًا، والعمل على إنجازها تدبًُّرا، وأن يتمكنوا من معرفة أغراضهم بوضوح والعمل على تحقيقها، وأن يتمكنوا من بلوغ غاياتهم رفعة، وأن ينالوا مأمولاتهم التي تجعلهم ناهضين.
أ د. عقيل حسين عقيل

طرابلس ليبيا 2023م