استطلاعُ الدِّراسات السَّابقة
استطلاع الدِّراسَات السَّابقة ليس بالأمر الهيّن، فاستطلاعها يتطلّب جهًدا واعيًا بما يجب تجاه تلك الدِّراسات التي سَبق وأن أجريت على مواضيع أو مشاكل بحثيَّة، أو دراسة حالات سواء أكانت في مهنة الخدمة الاجتماعيَّة وعلم الاجتماع، أم في علم النَّفس وعلم النَّفس اجتماعي، وسواء أكانت فرديَّة أم جماعيَّة أم مجتمعيَّة.
ونظرًا لأهميّة الدِّراسَات السَّابقة في امداد البُحَّاث المتوالين عليها بهدف معرفة ما وصلت إليه من علوم، فإنَّ الجادِّين منهم وبغاية إحداث النُّقلة إلى ما يجب أن يَكوَن أكثر فائدة، فإنَّم بلا شكَّ سيكونون أكثر وعيًا بعد الُّرجوع إليها وأخذ الاستراحة في ميادينها، وبين ثنيا صفحاتها وما تحمله من مضامين بين الأسطر.
ونظرًا لأهميَّة هذه المهمَّة التي يَنبغي أن يكون البُحَّاث على بيّنةٍ ومقرّبة منها؛ جاء مؤلِّفنا ليقدِّم هذا الجهد لمن هم في حاجة لمعرفة أهميَّة الدِّراسات السَّابقة، وكيفيَّة استطلاعها، وكيّفيَّة الوقوف على ما تحتويه من كنوز علميّة ومعارف تاريخيَّة، وأخلاقيَّة، وسياسيّة، واقتصاديَّة، وما تحتويه من كلِّ العلوم الطّبيعيَّة واللغويَّة والفنيَّة والأدبيَّة.
ولأنَّ موضوع مؤلَّفنا: استطلاع الدِّراسَات السَّابقة (من حيرة الباحث إلى نيل المأمول) فقد اهتمّ المؤلِّف بإبراز الحيرة وأهميّتها بالنِّسبة إلى الحائرين مِن البُحَّاث، مع إظهار أهميَّة الدِّراسات السَّابقة في إنقاذ البُحَّاث الجدد؛ وذلك بما يمكِّنهم من الخروج من محيِّراتهم والتجاوز عمَّا يؤدّي بهم إلى الوقوع في عمليّة التكرار الذي يوقع بهم في مواقع التأزُّمات؛ ومن هنا فإنِّ استطلاع الدِّراسات السَّابقة يفتح أمام البُحَّاث آفاق المستقبل المأمول نهضة، ويمكِّنهم من البحث العلمي نُقلة من بعد نُقلة.
ومن ثمَّ فلا مأمول أمام البُحَّاث الحائرين ما لم يتمكَّنوا معرفة من الخروج من المحيّرات، التي من بعدها تصبح مجالات البحث العلمي واسعة ومتعدّدة ونافعة.
ولأنَّ الدِّراسات السَّابقة ثروة علميَّة بجهود الجادِّين، فإنَّها تعدّ من أهم منابع المعلومات ومصادرها، ولهذا فبها تتأصل العلوم حُجّة من بعد حُجّة، وتتطوَّر بحثًا من بعد بحث.
أ د. عقيل حسين عقيل
2022م
Comments (0)