اهتم مؤلفنا  بالمفهوم الذي به يتم التمييز بين ما ينبغي وضوحا و مالاينبغي غموضا مع تبيان الاجابة عما يسأل عنه بأداة الاستفهام (لماذا؟).

ومن ثم كان التمييز بين مقاصد المفاهيم المستندة  على الآية الكريمة، قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)

والتمييز هنا جاء بين صلاة الله - تعالى - على النبي وصلاة الملائكة عليه أيضا وكذلك صلاة الله على المؤمنين وصلاة الرسول عليهم وفي المقابل صلاة المؤمنين وتسليمهم على - النبي سلام الله عليه - إضافة إلى إظهار مفهوم قوله - تعالى – (وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) أوردنا مجموعة من المفاهيم المتعددة والمتباينة التي ينبغي التوقف عندها.

مما تم تبيانه مفهوما أن البعض من المسلمين يقول: (اللهم صل وسلم على النبي) في الوقت الذي صلى الله فيه على نبيه وجعل أمر التسليم به على المؤمنين.

ولأن أمر مفهوم السلام مفهوم عام وفيه من التخصيص والخصوصيات ما فيه كان من الأهمية أن يتم تبيان مفاهيمه المتداخلة إرتقاء بوعي المؤمن المسلم فهما  وعلما ومعرفة وأخذا بما أمر الله نصا قرآنيا.

ومن هنا استمدت مفاهيم هذا الجهد الباحثين من القرآن الكريم الذي لا يضر من يلتجئ إليه باحثا أو مفسرا حجة بحجة وحقيقة بحقيقة و معلومة بمعلومة ومجادلة بلا إكراه.

ولأننا نهتم بالمفهوم ارتأينا في هذا المؤلف أن نبين قوله (اللهم) من حيث المفهوم والمعنى والدلالة بغاية  وقوف القارئ على الحكمة الظاهرة والكامله من خلفها والكمال لله وحده.