كسرُ الوهم
مع أن كسر الوهم فعل موجب ولا يتحقق إلا عن إرادة أو منقذ، فإنه على الرغم من إيجابيته فتحقيقه أو إنجازه ليس بالأمر الهين، ومع ذلك فكسر الوهم واجب على الواعين والمسئولين إن أرادوا للدولة مكانة وللشعب رفعة.
وقد تم في مؤلفنا هذا كشف العلاقة بين الوهم، والخوف، والحاجة، والضرورة، والطغيان، مع تبيان لنماذج من أوهام الدول، والتنظيمات الدينية والسياسية، والمفكرين، والفلاسفة، والساسة.
كما تم البحث في المفاهيم والدلائل التي لم يحسم إيضاح مفاهيمها ودلائلها بين المفكرين الإسلاميين، بل لقدكان الخلاف كبيرًا بين البعض والبعض الآخر وبخاصٍة مفاهيم: الجزية، وأسلم تسلم، وقل، ومعجزة الرسول محمد - عليه الصلاة والسلام - ونحن من وجهة نظرنا البحثية التي أوليناها اهتماًما خاصا قد اتضحت أمامنا نتائج ترسخ المفهوم وضوحا ودلالة.
كما تم التمييز بين العلل والأسباب التي تجعل من الأنا متطرفا على حساب الآخر، وتجعل من الضعيف مبايعا للآخر بعلل الحاجة والقبضة الأمنية التي بيد القمم السلطانية، التي تولت أمور الحكم في بعض الأوطان وبخاصة في البلدان العربية.
كما تم كشف أوهام المعاهدات الدولية التي عقدت الاجتماعات واللقاءات بشأنها بين الدول العظمى؛ لتقسم أوطان الشعوب، ثم تحتلها كرًها؛ لتستغل ثرواتها، وتكسر موروثها الثقافي والحضاري؛ لتمسخ هويتها، وتجعل من شعوبها تـبـعا لا يمتلكون الإرادة ولا السيادة، ومع ذلك فالشعوب استقلت بعد أن دفعت الثمن غاليًا قتاًلا وجهاًدا.
وكذلك تم التعمق في مفاهيم ودلائل الشيء واللاشيء، والتمييز بينهما،كما وفقنا بعزة الله وتأييده في تبيان المنهج وأهميته، وكيفية البحث به ونظم المعلومات بعد تفكيك وتركيب يمكن من بلوغ النتائج وتفسيرها.
Comments (0)