خطوات البحث العلمي وصناعة الأمل
خطوات البحث العلمي وصناعة الأمل: مؤلّفنا الذي ثبَّتنا فيه خطوات
البحث العلمي المتّفق عليها في كل العلوم والتخصصات؛كونها خطوات مقنَّنة، بها يتم تقصي المعلومات بالمعلومات بعد أن تصنَّف وتبَّوب وتختبر تجربة؛ وذلك بعد تحليل لمتغيراتها، ومدى تأثير كل منها على الآخر في إحداث المشكلة، وفي معالجتها وفقا لنتائج علميَّة وموضوعيّة؛ حيث لكل موضوع أو مشكلة خصوصيّة، ولكل مجتمع خصوصيّة، وكذلك لكل بيئة.
وتبدأ خطوات البحث العلمي بتحديد مشكلة البحث التي ُتحّير الباحث الذي يأمل كشف عللها ومسبباتها، بغاية تمكنه من إيجاد حلول أو معالجات تفيد المؤسسة التي يعمل فيها باحثا، أو تفيد المجتمع، أو البشريّة بأسرها.
ثمَّ تحديد أهداف الباحث التي يرى أنها قابلة للإنجاز، وليست أهدافا خياليّة تتعلّق بالأوهام ولا تتعلَّق بالحقائق، سواء أكانت في مجال العلوم الطبيعيَّة، أم الاجتماعيّة والإنسانيَّة.
ومع أن خطوات البحث العلمي تتعدد فإنها متَّسقة البناء ومتمم بعضها البعض، ولا إمكانيَّة لتجاوز خطوة من خطواتها؛ ولهذا يصوغ الباحث فروضه العلميّة وفقا لموضوعه قيد البحث،مع العلم أن الفروض ليست بالافتراضات؛ ذلك لأن الافتراضات تميل إلى ما يوهم العقل فيحيد به عن معرفة الحقيقة، أَّما الفروض فلا تصاغ إَّلا وجزء من المعلومات متوافر بين يدي الباحث، وجزء منها غائب وهو الذي يسعى الباحث إلى كشفه والتعرف عليه.ولأن خطوات البحث العلمي مقنَّنة فلا بد وأن يحدد الباحث حدود بحثه موضوعا، ومكانا، وزمانا، ومن ثمَّ لا إمكانيَّة لقبول بحث في المنابر العلميّة سواء أكانت الجامعات، أم المعامل والمختبرات الخاصة والعامة من دون تحديد دقيق للموضوع ومكانه وعمره الّزمني؛ وبهذا ترسم الخطط بداية على خطوات البحث العلمي، التي تلزم الباحثين بالتقيد بها حتى لا يضلون طريقهم تجاه ما يأملونه من ولا تقف خطوات البحث العلمي عند هذا الحد، بل تمتد بغاية تجميع المعلومات من خلال إخضاع مجتمع البحث أو العيّنة المأخوذة منه إلى البحث التجريبي إن كان موضوع البحث يتعلّق بالعلوم الطبيعيّة، أو البحث الميداني إن كان
موضوع البحث متعلّاقا بالمجتمع البشري.
مع العلم أنه لا قيمة للمعلومات وأن كثرت ما لم تخضع للتحليل الذي به تفرز المعلومات، وتصنف، وتبوب، وُتحصر متغيراتها الرئيسة والفرعية، وتحدد مع تحليلي إحصائي به تنتقل المعلومات الكيفيَّة إلى أرقام كميَّة تدل على حقائق. ثمَّ تأتي مرحلة بلوغ النتائج إن كان البحث تجريبيًّا أو ميدانيًّا، والوصول إلى الاستنتاجات إن كان نظريا مكتبيا، وأخيرا تصبح النتائج قابلة للتفسير الممكن من كتابة التقرير الذي يصاغ اختصارا لما ترشد اليه التجربة.
أ د. عقيل حسين عقيل القاهرة
2022م
Comments (0)