الواحِديّة من الخلق إلى البعث
Book Cover: الواحِديّة من الخلق إلى البعث
Editions:PDF

أقدم مؤلفنا (الواحدية من الخلق إلى البعث)، الذي وقف بي في محطات المعرفة استنارة من بعدها استنارة، حتى ارتأيت وجوب الكتابة عن تلك المنارات محطة من بعدها محطة؛ فكانت الواحدية المفتاح الرئيس الذي أدخلني إلى تلك المنارات العظيمة وأخرجني منها مستنيرا؛ إذ لا علم يستنار به إلا علًما من (نور السماوات والأرض). فكان الخلق أول محطة يتزعمها المستحيل الذي لا يعد التعرف عليه مستحيًلًا (تقف عنده قاصرا، جاهلًا، وكأنك لم تؤت من العلم شيئًا، تعلمه ولا تستطيع خرقه.

ثم كان الإعجاز ثاني محطة استنارة ترشد إلى المعرفة الواعية، والعلم الذي يعلم أن الشيء خلق من لا شيء يذكر، ثم أصبح شيئًا والأشياء منه تخلق وتستمد كما هو خلق الكون، ثم خلق الأرض فيه وجوًدا، ثم خلق الأزواج منها، كما هو شأن آدم وزوجه، اللذين خلقا من تراب الأرض جنة عندما كانت الأرض مرتفعة في السماء.

والممكن هو المحطة الثالثة للإستنارة، وهو ليس بمستحيل ولا معجز، ولكن فيه من الصعب ما فيه، يتحقق على أيدي البعض ارتقاءً، ويتحقق على أيدي البعض دونية وسفلية، ولهذا فالممكن فيه من الموجب، وفيه من السالب ما يساويه، وفيه من المتوقع، وفيه من غير المتوقع ما يساويه.

أما المحطة الرابعة فكانت واحدية الموت التي هي حق يأتيك عدًل دون أن تطالب به، إنه الموت الذي يلًحق الأحياء أينما كانوا وحلوا في الدار الدنيا دون أن يكون له أثر على الحياة.

Publisher: 
Imprint: 
Genres: