نظًرا لأهميَّة ذلك المجهود الذي اجريناه بحثًا (النّشوز)، وتم نشره في بعض المواقع والصحف والمجلّات، والذيك ان إضافة مفاهيميَّة جديدة، أظهرت دلالة النّشوز وفًقا للنّص القرآني، فإنَّنا في هذا المؤلّف نقّدمه موضوعا تاما؛ ليكون أكثر تيسيرا بين القَّراء والنَّقاد الكرام. ومع أن البعض قال لنا: إن البحث في هذا الموضوع يناسب عصرنا،
فإن البعض قال: يا ليتك لا تنشره، ومع أنَّه من وجهة نظره سيكون مثار اهتمام بعد عشرين عام، فإنَّنا بين هذا وذاك ارتأينا المزيد من البحث في هذا الموضوع (النّشوز والقيم القَّوامة)، وأن ننشره كتابًا قابل للنقد البنَّاء.
ومع أن البحث والتّأليف في الفكر الإسلّامي فيه ما فيه من المعيقات انتقاًدا غير بناء، فإنَّنا نعترف أن الذين تناولوا معنا قراءة هذا الموضوع نصا؛كانوا محبة على درجة عالية من التفّهِم والموضوعيَِّّة والحرص الشديد.
ومع أن مفهوم النّشوز جاء نصا قرآني بينا: {واللِاتِى َتَخافون نشوزهن فَعظوهَّنَ واْهجروهَّنِّ في الَْمضاجِّعَ واضِّربوهَّن فَِّإْن أَطَْعنَكْم فََلّا تَْبغوا َعلَْيِّهَّن
سبِيلإَ إن اللََّه كاَن علِّياَ كبِّيرا}1،فإَّن التفسيرات جاءت على غير اتفاق،
ذلك أنَّه من الأمر الطّبيعي أن يرتبط التفسير برأي المفسر ويتأثر بثقافته وتَخصصه، وحتى بمذهبه وبيئته؛ ومن هنا يصبح الاختلّف والتنّوع في الآراء
1 النساء 34.
بين البحاث والمفسرين لا استغراب فيه، وفي المقابل لا يكون امام قول الله إَّلا التسليم المطلق؛ ومن ثَّم ارتأينا وجوب البحث بلّا تردد، ونحن مستغفرين
ّالله عن أ ّي ظاهر منَّا بغير قصد.
لقد تأ سس هذا المؤلف على ثَلّاثة تساؤلات مفترضة:
1 لو َساَدت الِّقيَم بين الأزواِّج محبَّة ووفاء أيجد النّشوز مكانه في أنفس الأزواج؟!
2 لوحَّصَن الَّزوج زوجتَه رجولة أيدخل النّشوز في قلبه خوفًا؟!
3 لوكانت القيم الحميدة بين الأزواج استقامة فهل يلتفت الأزواج إلى ما يؤّدي إلى النشوز انحرافًا؟!
أ د. عقيل حسين عقيل 2022م