الممكن (متوقع وغير متوقع)
Book Cover: الممكن (متوقع وغير متوقع)
Editions:PDF

يتناول مؤلفنا هذا الممكن وهو يحتوي كل ما هو متاح ومحتمل حتى وإن كان غير ميسر للعموم، ما يجعل الصعوبة والخارقة من محتوياته بين متوقع وغير متوقع. يحتوي مفهوم الممكن وجوبية التفكير في الشيء المشاهد والشيء المجرد، مع عدم وضع إشارة قف أمام العقل البشري حتى يبلغ عن بينة معرفة المعجز معجزا، والمستحيل مستحيلا، وأن وراء كل شيئا مشيء له.

يتضمن مفهوم الممكن ما يشير إلى عدم الاستغراب إذا تم التفكير في غير المتوقع قبل وقوعه، وفي المقابل يشير إلى الاستغراب إذا لم يتم التفكير في غير المتوقع؛ ولهذا دائما حدوث المتوقع لا استغراب فيه. ولأن عقل الإنسان مصدر التفكير، فالتفكير لا يقتصر على معرفة الممكن، بل يتعداه إلى معرفة المعجز والمستحيل، والفرق بينهما:

المعجز: ما لم تَقدر عليه مقدرة العقل، ومع ذلك يؤخذ عقلا وإيمانا معجزا كما هو في حالة الإنباء الذي لا يتم إلا من عند الله تعالى للأنبياء والُّرسل المصطفين عليهم الصلاة والسلام. أما المستحيل: فيفوق مقدرة الرسل الكرام ومقدرة غيرهم من البشر، لأنه لا يكون إلا خلقا بأمر الخالق جل جلاله.

وعليه: فإن مقدرة العقل البشري تتمدد في دائرة الممكن (متوقعا وغير متوقع) وفقا للمحطات التدبرية التالية:

  1. المتوقع: وهو الذي عند حدوثه لا يحدث الاستغراب، ولا توضع علامات الاستفهام، والتعجب كونه المتوقع سواء أكان موجبا أم سالبا  
  2. غير المتوقع: وهو الذي بحدوثه يحدث الاستغراب وتكون المفاجآت سواء أكان موجبا أم سالبا، وبه قد تسفه الخطط والاستراتيجيات، مما يستوجب إعادة التخطيط وفقا لأهداف لم يسبق التفكير فيها.
  3. الصعب: يحتاج إلى مضاعفة الجهد والإمكانات مع صبر وقبول التحدي دون تردد في البحث عما يخرج من التأزمات.
  4. الخارقة: عمل ينجز، به يتم بلوغ ما لم يكن في الحسبان، مما يجعل المفاجأة إضافة جديدة بقوانين غير مسبوقة.

ولأن الممكن (متوقع وغير متوقع) فهو أبواب مفتحة في اتجاه التقدم والارتقاء والتطور وكل ما من شأنه أن يحدث النُّقلة؛ ولذلك تتطور العلوم لعقول والمعارف بتطور ا الباحثة عن معرفة المزيد رفعة.