الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة (مجالاتها، عمليَّاتها، وسائلها)
Book Cover: الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة (مجالاتها، عمليَّاتها، وسائلها)
Editions:PDF

الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة مهنة إنسانيَّة لا تقّر بقاء المهنة ساكنة وكأن العلوم والمعارف من حولنا لا تتطّور ولا تغَّيَّ، وكأن حاجات الإنسان هي الأخرى لا تتطُّور ولا تتغّيَّ؛ ولذا فهي المهنة التي لا يكن أن تنفصل عن حركة التغُّيَّ الاجتماعي وتطّور الحاجات التي تتطلّب مشبعات مواكبة لها.
والسؤال الذي نطرحه بغاية التبيان، وفك اللبس لدى بعض القَّراء ودارسي المهنة هو:كيف تكون المهنة اجتماعيَّة ومراميها إنسانيَّة؟
نقول: نعم؛ مع أن لكل مجتمع خصوصيّة فإن القيم الإنسانيَّة لا تخص مجتمع بذاته، بل الإنسان هو مركز القيم ومقصدها وأينماكان؛ ولذا فإن القيم الإنسانيَّة هي التي تستوعب خصوصيَّة الإنسان وتخصه بالخدمة والّرعاية.
ومن هنا أصبح لمهنة الخدمة الاجتماعيَّة فلسفة إنسانيَّة؛ إذ لا مرامي ولا غايات لها إَّلا الإنسان قيمة في ذاته؛ فلا ينبغي التفريط فيه ولا ينبغي أن يهمل، بل يجب الاهتمام به ليس إصلاحا ومساعدة فقط؛ وكأن الإصلاح والمساعدة هما القيمتين المستهدفتين ولا شيء من بعدهما أبدا، بل الغاية فوق ذلك الاهتمام بالإنسان نهضًة ورفعة.
ولذا فإن فلسفة مهنة الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة فلسفة إنسانيَّة،
وقواعدها إنسانيَّة، ومبادئها إنسانيَّة، وقيمها إنسانيَّة، وأهدافها إنسانيَّة، وفي المقابل تطبيقاتها وممارستها ذات خصوصيّة تختلف باختلاف المجتمعات ثقافة وعلما وعادة وعرف ودينًا.
ومن هنا فهي اجتماعيَّة؛كونها لا تتجاوز خصوصيّة أي مجتمع ولا تغفل عنها؛ وكونها إنسانيَّة؛ فإَّنها لا تستثني أحًدا من بني الإنسان، وبغض النَّظر عن عرقه، ولونه، وجنسه، ومعتقده، وثقافته؛ ولذا لم تعد المساعدة غاية في ذاتها، ولا الإصلاح غاية في ذاته، بل الغاية بلوغ الحل الذي يكن من بلوغ النّهضة والّرفعة.
َّ وعليه: فإن مجالات، وعمليَّات، ووسائل الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة كلها مسخرة لدراسة الحالات سواء أكانت فرديَّة، أم جماعيَّة، أم مجتمعيَّة؛ وذلك عن طريق أخصائيين اجتماعيين تمَّ إعدادهم مهنيًّا وعلى أيدي
متخصصين اكَّفاء ومساعدين مهره. و من هنا نقدم مؤلفنا وهو مزودا بالأساليب العلمية المهنية،التي تمكن
الأخصائيين من معرفة الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة وأساليب ممارستها بكفاءة
أ د. عقيل حسين عقيل 2022م