الخدمة الاجتماعيَّة مهنة ناهضة لها من الغايات الإنسانيَّة ما لها،
وفوق ذلك لها من المأمولات ما لها؛ ولذا فالأمل بالنسبة إلى ممارسيها لا يفارق؛ ذلك أنه في دائرة الممكن ليس بمستحيل.
ومن هنا فقد تمركز مؤلَّفنا على تساؤلين رئيسين:

ـ كيف نصنع أمًل؟

ـ كيف نبلغ مأمولا؟
ومع أنما سؤلان فقط؛ فإن تمركزهما كان على معرفة الكيفية، وهنا يصبح الأمر ليس بهن؛ فمعرفة الكيفية تتطلب تقصي مع مراعاة الدقة في صوغ الجملة وصوغ المعلومة، ثم تحليلها بغاية استخلص النتائج منها؛ لكي يصبح بعد ذلك التفسير للاستنتاجات ميسًرا.

ومع أن الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة تتكئ على التنظير؛ فإن الممارسة المهنيَّة بالنِّسبة إليها هي المستهدفة بحثًا ودراسة، ولهذا ارتأينا أن نقدم هذا الجهد للقَّراء وأهل التخصص في الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة؛ لتكون بين أيديهم مادة تُسهم في دراسة الحالات بموضوعيَّة، بغاية نقل أصحابها من الاعتماد على أخذ المساعدة إلى الاعتماد على النَّفس المتحدية للصعاب وهم على ثقة أن ال صعاب لا تصمد أمام المتحديين لها صموًدا.

وفي هذا المؤلَّف قدمنا مجموعة من المفاهيم ذات العلقة، غير أننا ميَّزنا بين كل منها، مع وضوح تام لأهميَّة كل مفهوم، ووضوح تام لمراميه دلالة ومعنى، مع تقديم ما يفيد لنقله من المفهوم المجَّرد إلى فعل، أو سلوك،أو عمل.

ومن ثم تعرفنا على كيفيَّة صنع الأمل، الذي يتم استشعاره في الزمن الحاضر، وهو الذي لا يتم بلوغه إلا في الزمن المستقبل. أما نيل المأمول فل يكون في الزمن الحاضر إلا مجرد أمل، ولكن عندما يأتي يوم حصاده سيكون إنتاجا ويمكن من إحداث النقلة.

أ د. عقيل حسين عقيل
طرابلس ليبيا 2023م