التهيؤ ليس نتاج تلك التخمينات العشوائية، بل هو ذلك التفكير المقصود بغاية بلوغ المأمول ثم نيله، وهنا فهو تهيؤ عقلي ونفسي وبدني وقلبي وروحي، به الأهداف تنجز، والأغراض تتحقق، والغايات تبلغ، والمأمول يتم نيله أو الفوز به   جاء البحث في هذا الموضوع بعد معرفة أن التعريفات اللغوية التي استخدمت في المعاجم العربية، ثم تناقلتها الكتب واستخدمها البحاث، لم تفك اللبس بين مفهوم التهيؤ ومفاهيم أخرى وبخا صة مفهوم التأهب والاستعداد. وهنا قد تم فك هذا اللبس الذي كان متعلقا بمفهوم التهيؤ ودلالته ومعناه. ومن ثم؛ فلن يكون أمام البحاث والمؤلفين الذين اعتمدوا على تلك التعريفات إلا أن يصححوا ما كتبوا بلا مكابرة، وذلك هو البحث العلمي الذي يمكن من كشف الحقائق وتقديمها للقراء والبحاث الذين لا يتأخرون عن معرفة المزيد   فالتهيؤ له من الصور ما له، ومن الدلالات ما له، ومن المعطيات ما له، ومن الأركان والمستويات القيمية ما له، وله من المفاهيم المتداخلة ما له. إنه الموضوع الشيق للبحث، وسيكون أكثر تشويقا لمن وقع في فخ الالتباس مع مفاهيم أخرى   ويتناول مؤلفنا التهيؤ من جوانبه المعرفية وعلاقته بجوانب الفكر الأخرى وأنواعه وصوره.