الاستنارةُ (من الاستظلام إلى الاستجلاء)
نظراً لاختلاف التفسيرات لمفهوم الاستنارة،أقِّدم مؤلفنا هذا إلى القرَّاء الكرام والبحاث الجادين، بمزيد من الإيضاح الموضوعي، والتفسير المنطقي مع وافر الدليل والح َّجة. ولأنها الاستنارة فهي لا تكون إَّلا نُقلة من بعد حالة من الاستظلام، التي كانت من وراء انعدام الرؤية؛ نُقلة كان من بعدها الاستجلاء وضوحاً، وكأن كل شيء وقد وضع على الطَّاولة ولم يعد تحتها شيئًا مخفيًّا.
وفي هذا المؤلَّف ثمَّ تبيان الفارق المفاهيمي بين عدة مفاهيم كانت متداخلة، غير أن الفارق بينها وتلك التفسيرات أصبح كبيرا؛ وكان ذلك بعد مجهود معمق قراءًة وتفحصا مع مراجعة جادة لتلك المتغيرات المتداخلة بين:
ـ الظُّلمة والتظلم والاستظلام.
ـ الاستنارة والاستضواء والاستجلاء.
ـ الدراية والعلم والمعرفة.
ـ الجهل والأميَّة والاستغفال.
ـ التذكر والتفكر والتفكير والتدبُّر.
ولأن الاستنارة لا تكون إَّلا وعيًّا وعن دراية فقد تم تبيان ذلك مع إظهار خصوصية كل منها، ودون غفلة عن تلك العلاقات التي يشترك فيها المفهوم مع غيره من المفاهيم.
ولأنها الاستنارة ولا تكون إلا عن وعيٍ ودرايٍة، فهي لا يمكن أن تكون إلا وفقا لتلك العمليات العقلية التي يديرها العقل استنارة؛ ولذا فإن العقل االذي يدير تلك العمليات استنارة سيكون أول المستنيرين، ثمَّ من بعده تعم الاستنارة النَّفس والقلب.
ولأنها الاستنارة فهي ذات علاقة بالمستقبل وصنعه، وذات علاقة بالهدف وإنجازه، وذات علاقة بالغرض وتحقيقه، وذات علاقة بالغاية وبلوغها، وذات علاقة بالمأمول ونيله.
أ د. عقيل حسين عقيل
طرابلس ليبيا 2022م
Comments (0)