طرق البحث العلمي ونيل المأمول
Book Cover: طرق البحث العلمي ونيل المأمول
Editions:PDF

لقد جاء موضوع مؤلَّفنا هذا: (طرق البحث العلمي ونيل المأمول) نتاج ما توصلنا إليه من معرفة تميّز بين المنهج والطريقة؛ إذ وجدنا معظم أساتذة وعلماء العلوم الاجتماعيَة والإنسانية يرسخون مفهوم المنهج على أنَه الطريقة في الوقت
الذي لم يكن المنهج بطريقة.
وقد بينَّا في مؤلَف سابق ما هو المنهج العلمي، وفي هذا المؤلف نبّين ما هي الطريقة العلمية التي لا مفر للبحاث من اتباعها، والأخذ بقواعدها ومعطياتها الموضوعيّة.
ومن خلال تقديمنا للمنهج والطريقة:كان المنهج فكريّ؛ وذلك بما يمكن من تفكيك المعلومة وتركيبها؛ بغاية الوصول إلى نتائج أو استنتاجات موضوعيَّة، وفي المقابل الطريقة لها من الخطوات التي تـُتَّبع ابتداءً من تحديد مشكلة البحث أو موضوعه إلى تحديد الأهداف والفروض العلميّة، أو تساؤلات البحث، مع تحديد الوسيلة البحثيّة المناسبة للبحث في الموضوع، ثمَّ جمع المعلومات بعد أن يتَّم تحليها تفكيكا وتركيبًا، وأخيرا استخلاص النتائج، وكتابة التقرير الختامي.
ولذلك تميَّز التَّاريخ بطريقته التي ُتمكن البحاث من المعرفة الواعية، وقد سُميّت
بالطريقة التاريخيَّة، مع أنها لا تقتصر على العلوم التاريخيَّة، بل هي الطريقة التتبعيّة التي تمكن الباحث من تقصي المعلومات عبر الزمن؛ وذلك بغرض معرفة أثر الزمن والثقافة و العرف والدين و السياسة خلال أحقاب من الزمن ، ومع ذلك فالزمن قد يكون قر يب او قد يكون بعيدا؛ ولهذا فهو يختلف من دراسة حالة عن حالة.
أما طريقة المسح الاجتماعي فهي الطّريقة المناسبة لدراسة العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيَّة على المستوى الفردي، والجماعي، والمجتمعي، سواء أكانت دراسة ظواهر، أم مشاكل علائقيَّة، أم استطلاعات لفسخ مؤشرات ما هو قادم أو
متوقّع قبل قدوم زمنه.
وتأتي الطّريقة التجريبيّة واضحة في العلوم الطبيعيّة والطبيّة؛ فهي تقوم على دراسة معامل ومختبرات من خلال خطوات البحث العلمي التي لا مفَّر من اتباعها بعناية ودقّة، ومع أن التجربة لم يكن ينظر إليها إَّلا من خلال العلوم الطبيعيَّة فهي
اليوم لم تعد كذلك، بل امتدت للبحث والدراسة في تجارب الشعوب والأمم.
ثمَّ جاءت طريقة دراسة الحالة الخاصة بالفرد أو الجماعة أو المجتمع مقيّدة بخصوصيّة معطيات الظاهرة أو المشكلة من الفرد إلى الوالدين والأقارب؛ وذلك لمعرفة الأثر الذي كان علّة المشكلة أو سببًا في ظهورها.
أما طريقة تحليل المضمون فهي تتعلّق بتحليل النص والخطاب؛ بهدف كشف المختفي وراء الظّاهر من السلوك، أو القول، أو الخطاب، مما يجعل البحث ضرورة من خلال البحث في المحتوى الذي كان إطاًرا عاًما للمشكلة قيد البحث.
أ د. عقيل حسين عقيل القاهرة 2021م