دراسة الحالة ودور الأخصائي الاجتماعي
Book Cover: دراسة الحالة ودور الأخصائي الاجتماعي
Editions:PDF

مع أن دراسة الحالة طريقة من طرق البحث الاجتماعي، فإنَّا تعني:
ظروفًا قد تلُّم بالفرد، أو الجماعة، أو المجتمع فيتصفون بها وفًقا لما ظهرت به في أفعالهم وسلوكيَّاتهم، فجعلتهم لافتين للنّظر بما هو موجب أو سالب، وفي كلتا الحالتين تصبح الدراسة ضروريَّة لهم وللمجتمع.
ضرورية لهم كونَّهم قد حادوا عما يقبله المجتمع من قيم ويرتضيه؛
وبهذا فهم إلى جانب أنَّهم أصبحوا عالة على المجتمع في حالة ما إذا كانت صفة حالتهم سلبيَّة، أصبحوا أيضا خطًرا على أنفسهم في حالة ما إذا أصبح انحرافها مؤذًي للنفس ومؤذًي للغير؛ ومن هنا فهم في حاجة لدراسة حالاتهم،
وتشخيصها، ومعالجتها؛ لكي يعودوا إلى المجتمع أسوياء.
أَما في حالة كونَّهم قد تميَّزوا بما يفيد وينفع فدراسة حالتهم أيضا ضروريَّة؛ لكي يفيد المجتمع مما افادهم.
أَما ضرورة دراسة حالاتهم بالنسبة إلى المجتمع فهي على حالتين:
ـ في حالة أنهم: (فرد، أو جماعة، أو مجتمع)كانوا على درجة من التميُّز المحدث للنُّقلة، والذي ينبغي معرفة أسبابه ومعطياته؛ حتى تعمم قيم التميُّز، ويؤخذ بها مكسبًا بغاية تعميم النُّقلة.
ـ وفي حالة أنهم قد انحرفوا أو حادوا عن فضائل المجتمع الخيرة، وقيمه الحميدة فهم في هذه الحالة في حاجة للدراسة؛ بغاية معرفة العلل والأسباب التي جعلت منهم منحرفين يسيئون للمجتمع، أو يشكلون خطًرا على أمنه
وسلامة استقراره.وعليه: فإن دراسة الحالة ذات خصوصية تتأثر بالثقافة، والدين،
والعرف، والمخالطة السويّة وغير السويَّة؛ ولهذا في معظم الأحيان لا تتطابق حالة مع حالة؛ وذلك لاختلاف البيئات، وهذا الأمر لا يستدعي تعميم الأسباب، ولا المعالجات في حالة ما إذا أقدم البحاث والأخصائيّون الاجتماعيّون والنفسيّون على دراسة الحالة.
وعلى ضوء كل حالة يكون للإخصائي الاجتماعي دورا بارزا في البحث والدراسة، مع مراعاته لقواعد البحث العلمي وموضوعيَّة الباحث، دون أن يغفل عن مبدأ من مبادئ المهنة، أو هدفًا من أهدافها المهنيَّة.
أ د. عقيل حسين عقيل القاهرة 2022م