خريف السلطان (الرحيل المتوقع وغير المتوقع)
في هذا المؤلف ميزنا بين مفاهيم عدة، منها المتوقع، وغير المتوقع، والمستحيل، والصعب، والتخويف، والجبن، والإرهاب، والتطرف، كما ميزنا بين ما كان سائداً في العصور والقرون الماضية من استعمار ومعطيات ومبرارت وأساليب وجودها، وما كان سائداً إلى جانبها بغير حق من قمم سلطانية جثمت على الشعوب؛ فميزنا بين تلك الأسباب وبين معطيات ومبرارت هذا العصر المرسخة للمفاهيم القيمية الحميدة، والتي يكون فيها الإنسان بممارسة الحرية، هو العنوان في صناعة التاريخ، وإثبات الهوية المعززة بالتقدير، والاعتبار، ونيل الاحترام.
ومع أن نظرية المتوقع وغير المتوقع سبق التطرق لها في مؤلفنا (خماسي تحليل القيم) إلا أن ولادة هذا المؤلف كانت متزامنة مع ولادة ثورة 14يناير 2011م، الثورة الشعبية التاريخية التي بدأت خطوتها الأولى من مدينة سيدي بوزيد بتونس الخضراء، فتظاهر هذا المؤلف هناك مع المتظاهرين، وانتقل معهم من مدينة جميلة إلى مدينة أجمل، حتى رحل الطاغية، ثم سافر مع الفكرة إلى مصر العزيزة فنزل مع الثوار المصريين حيثما نزلوا، وتحرك معهم أبطالاً في ميادين الحرية والشهادة إلى أن شهد على رحيل الطاغية، ثم وقف يتأمل في أوطان التكميم وهو يقول في نفسه لن يكون غير المتوقع بعد اليوم غير متوقع.
Comments (0)