المنهج العلمي وإحداث النُّقلة
المنهج العلمي وإحداث النُّقلة: مؤلف يأمل أن يسهم فيكسر قيد المناهج، التي قولبت عقول كثير من المتعلّمين، وجعلتهم مجَّرد تابعين لسابقين، وكأن العلم والبحث العلمي توقَّف هناك. فالمنهج العلمي هو الذي يقلِّب رؤية المتعلّم أو الباحث من أنَّه مركز العالم بما بلغه من علم ومعرفة، إلى أنَّه نقطة صغيرة تكاد أن تندثر وتختفي لولا البحث العلمي الذي لا يسلّم إلا بعلم يقين، له من المصادر والوثائق والمخطوطات ما له، وفوق ذلك لا يَقف البحث العلمي ويُقصر عند المنّزل والمخطوط والموثَّق، بل ينطلق منها إيُمانا ومعرفة إلى معرفة المزيد؛ مصداقًا لقوله تعالى: {َوَما أُوتِّيتُم من العلم إلا قَليًل} ، ومن ثمَّ وجب ترسيخ الحُجة بدلائل قابلة للمشاهدة، حتى تكون الحُجة عين يقين. ومع أن أبواب العلم والبحث العلمي مفتَّحة على مصارعها لكل من يريد أو يرغب أن يبحث ويعرف، فإن أمر البحث العلمي له من المعطيات والقواعد
المنهجيَّة ما يُمكن من التحدي وإحداث النُّقلة، وفي المقابل الاغفال عنها لا يُمكن إلا من التأخر والتخلُّف والتبعيّة للغير.
ولذا فمعايشة العلم وممارسة البحث العلمي، والأخذ بالتجارب ونتائجها؛يعد حق يقين، وهو أعظم منزلة في منازل البحث العلمي، التي ُتمكن من إحداث النُّقلة وبلوغ الخوارق.
1 السراء: 85.
أو أنه منزل تنزيل ؛ بينة وحجة .
ولهذا ارتأينا أن نستفّز عقول البحاث بموضوعيّة لعلّها تحّفزهم على ثورة تجعل من السكون العقلي لديهم حركة متحديّة لكل الصعاب، التي أ َّخرتهم عن معرفة مناهج و ُسبل وأساليب المزيد المعرفي الممكن من معرفة التغيير، وصناعة
المستقبل الآمن، والمشبع للحاجات المتطّورة، والمتغّية، والمتنّوعة مع احترام قيمة الانسان الذي خلقه الله تعالى في أحسن تقويم.
ولقد ميَزنا في مؤلّفنا هذا بين المنهج؛كونه فكًرا وتدبًُّرا عقليا، والطريقة كونها لا تتبع إّلا بخطوات محسوبة من قبل البحاث، والأسلوب الذي يلتصق بالباحث وإن تأثر بالمنهج، أَّما المقرر فهو مجموع المفردات العلميَّة التي خضعت للصوغ المنهجي، مع إيضاح أهميّة كل منها في سياق توظيف العلوم والمعارف والتّجارب. والحمد لله رب العالمين.
أ د. عقيل حسين عقيل القاهرة
2022م
Comments (0)