الشخصيةُُ الليبية
الشخصيَّة الليبيَّة كغيرها من شخصيَات الغير لها من الخصوصيَّة ما لها وعليها ما عليها، فهي كما تتميّز بما تميّزت به من قيم؛ فإن شخصيَّات الغير هي الأخرى تتميّز بما تميّزت به عنها من قيم؛ ولهذا يرتبط مفهوم الشخصيَّة بمفهوم الهويَّة؛ كون كل منها لها من الصفات ما يميّزها عن غيرها هويًَّة.
ولذا فإنَّه لا شخصيَّة بلا قيم خّيرة وفضائل حميدة، ولا شخصيَّة بلا هويَّة، ولا هويه راسخة بلا وطن حٌّر.
ومع أن لكل إنسان شخصيَّة تميّزه، فإنَّه من الصعب أن تكون الشخصيَّات متطابقة الصفات، حتى وإن كانت تعيش في بلد واحد أو في قرية واحدة من قرى البلد.
ومع أن مكّونات الشخصيَّة لا تكون إلا على القيم الخّيرية
والفضائل الَّراسخة، فإن الّرسوخ والقدرة والصمود كلها لا تكون إَّلا في دائرة الممكن سواء أكان متوقعا أم غير متوقع ،وله ذا ف كل شيء غير مطلق الصفات لا يخرج عن دائرة النسبيَّة، التي قد تجعل من الصامد والَّراسخ مهتًزا بعلّة من العلل القاهرة.
ومن هنا ينبغي أن تلتمس الأعذار لمن قهرته الظّروف والحاجات وحالت المعّوقات بينه والصمود، ومن ثمَّ علينا أن نفّرق بين صمود الأفراد أو الجماعات أو حتى المجتمعات وصمود القيم، فالقيم يمكن لها أن تصمد طويًلا أَّما البشر فإن صمدوا مع القيم كما هي صامدة فقد يجدون أنفسهم أمام تهلكة بلا ثمن مرضي؛ ولذا فهم يراوغون تارة، ويتحايلون تارة،وتارة أخرى يتبّدلون،وكل هذه وفًقا لمعطيات الضرورة ومبرراتها، ومبرّرات اغتنام الفرص وتجنّب المخاطر.
ولأن موضوع مؤلَّفنا الشخصيَّة الليبيَّة التزمنا بهذه الخصوصيَّة بحثًا وتحليًلا وتفسيرا، دون أن نمتد بحثًا ودراسة أو تفسيرا إلى غيرها من الشخصيَّات في المجتمعات الأخرى.
ومن خلال هذه الخصوصيَّة الليبيَّة تنقلنا استشهاًدا بتلك القيم الخّيرة والفضائل الحميدة التي تشّكل كبرياء الليبيين، والتي يؤلمهم التخلّي عنها حتى وإن كان التخلّي عنها بمعطيات الضرورة ومبرراتها المنطقيَّة.
أ د. عقيل حسين عقيل
2022م
Comments (0)