الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة مهنة تهتم بالفرد؛كونه عنصًرا رئيسا ولا تتكَون الجماعةَ إلا به، وتهتم بالجماعة؛كونها المكون الرئيس للترابط والمشاركة التي كلما اتسعت دائرتها شملت المجتمع مشاركة وتعونا وتوافًقا ونهضة، وتهتم بالمجتمع كونه لبنة من لبنات البشرية، التي تتمركز على قيمة الإنسان أينما كان بغض النَّظر عن دينه وعرقه ولونه ولغوته ومعتقده و وطنه أو جنسيته؛ ذلك أن الإنسان هو القيمة الَّرفيعة أينما حل و وجد.
ولأَن موضوع مؤلَّفنا هو: الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة (تحِّدي الصعاب يمكن من بلوغ الغايات)؛ إذن لا مفر لنا من تبيان مفهوم قيمة التحدي، ومفهوم كلمة الصعاب، ومفهوم الغاية، ثَّم من باب الأهميَّة لا بد لنا من تبيان تلك العلاقة المتداخلة التي تربط بين متغيراتها التَّابعة والمستقلة، وتبيان أثر كل متغير على متغير آخر.
ومع أنها الصعاب؛ فهي التي لا تصمد في أثناء المواجهة مع المتحديين لها والصامدين.
ولهذا فلا إمكانيَّة أن تنجز الأهداف الخلاقة والنَّاهضة ما لم يقبل أصحابها بتحدي الصعاب؛ ذلك لأن السبل أمام النهوض ليس ميسرة ولا ممهدة، ولا خالية من الأشواك؛ ولهذا فمن لا يريد نهوضا ليس له إلا القبول بالمسير على الأشواك وحاجاته ليس مشبعة.
وهكذا الحال بالنِّسبة إلى الغايات المرجو بلوغها؛ إذ لا إمكانيَّة لبلوغها ما لم يتم القبول بتحِّدي الصعاب؛ وذلك بالإصرار عمًلا على إنجاز الأهداف أولا بأول، وكأنها درجات سلالم؛ حيث لا يتم رفع القدم بأريحية ووثوقًا إلا والصعود درجة من بعد درجة.
و لأنها الصعاب المراد تحديها فلا تحدي ناهضا إلا عن دراية ومعرفة واستنارة تمكن من التمييز بين ما يجب وما لا يجب، بحيث يستطيع المتحدي من أن يضع أول قدميه على أول درجات السلم.

أ د. عقيل حسي عقيل

طرابلس ليبيا

2023م