الخدمة الاجتماعيَّةُ النَّاهضة ُ (مجالاتُُ مهنةُ واستنارةُُ عقل)
الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة استنارة لم تعد تلك المهنة المستقرة على تلك المفاهيم، وكأنها ثوابت منَّزلة من السماء، بل إنها على علم ومعرفة أن كل شيء قابل لأن يتغَير إلى الأفضل والأجود؛ ذلك لأن مستهدفاتها النهوض بالأفراد والجماعات والمجتمعات وفقا لكِل خصوصيَّة.
ولأنها لا ترى الإنسان إلا قيمة ثمينة، فهي تعمل على الحفاظ عليه قيمة، دون أن تغفل عن أهمية النهوض به إلى ما ينبغي أن يكون عليه قيمة رفيعة.
ومن هنا وجب تصحيح المفاهيم، التي كانت ترى تقديم المساعدة حًلا، إلى النَّظر إلى المساعد وكأنها حالة اسعاف قبل التمكن من تقديم العلاج والوصول إلى الحِّل.
إن هذا الأمر يتطلَّب العمل على إنارة عقول المتخصصين بالمعارف والعلوم النَّاهضة، وكذلك إنارة عقول العملاء بالقيم التي تمكنهم من التطلُّع إلى مستقبل أكثر تقدم ونهضة.
ولكي يتأت لنا النهوض بالعملاء؛ فعلينا أن نبدأ معهم من حيث هم علة وسببًا، حتى نتمكن معهم من تغيير أحوالهم إلى ما يمكنهم من إحداث النُّقلة رغبة وإرادة.
وحتى يتمكن الأخصائيُّون الاجتماعيُّون من ممارسة العمل المهني نَهضة ورفعة، فليس لهم إلا العمل من خلال مجالات الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة، الممكنة من النُّهوض بالأفراد والجماعات والمجتمعات علما ومعرفة واستنارة، مع العلم أن هذه المجالات هي إضافة جديدة لم تكن من ضمن مجالات المهنة؛ ولهذا لقد أصبح للنُّهوض المهني معطيات كفيلة بإحداث النُّقلة وتبوء المكانة.
أ د. عقيل حسين عقيل
طرابلس ليبيا 2023م
Comments (0)