الأهدافُ المهنية ودور الأخصائي الإجتماعي
Book Cover: الأهدافُ المهنية ودور الأخصائي الإجتماعي
Editions:PDF

الأهداف من حيث المفهوم: ما يحدد من مرامي في الزمن الحاضر، ولا تنجز إلا مستقبلا، أما المهنة من حيث المفهوم: ما أعد المتعلم عليه تعليًما وتدريبًا حتى تأهل معرفة لممارسته.

وفي هذا المؤلف كان القصد من (المبادئ المهنية) مبادئ مهنة الخدمة الاجتماعية، أما الدور فكان على الوضوح للأخصائي الاجتماعي. فمهنة الخدمة الاجتماعية تأسست على مبادئ قيمية، ولها من الأهداف الإنسانية المقننة ما لها، ولها من المؤسسات المتخصصة ما لها، ولها من المشرفين المدربين ميدانيا ما لها، ولها من الأكاديميين والأخصائيين الاجتماعيين ما لها.

إن الخدمة الاجتماعية لا تكون إلا لحاجة وضرورة، ولأنهامرتبطة بالحاجة والضرورة؛ فهي باقية ما بقي المحتاج والمضطر، ولأن الحاجات متطورة والضرورة كذلك، فكذلك الخدمة الاجتماعية متطورة.

ولأنها خدمة اجتماعية ومبادئها إنسانية، فهي لا تكون إلا مستوعبة للخصوصية ومتطلعة بها إلى كل ما من شأنه أن يشبع لها حاجة متطورة دون أن تفرط في قيمها الحميدة وفضائلها الخيرة.

ولهذا كان التركيز في هذا المؤلف على أهداف المهنة اجتماعيا وإنسانيا، ما يجعل مؤلفنا مبدأ عاما لا يخص مجتمًعا بعينه، يقدر كل خصوصية، ولا يميل لأحد منها كونه المستوعب لكل الخصوصيات التي ينبغي أن تقدر.

ومن ثم؛كانت جميع الأهداف مولودا والمعرفة (الخاصة والعامة) استيعابية اجتماعيا وإنسانيا مع مراعاة الفروق بدءا من الصفر مركز الاعتدال بين السالب والموجب.

ولأن الصفر مركز الاعتدال كانت الأهداف بين معالجة لما تحته سلبيا، والأخذ بما فوقه إيجابيا. أي: وجوب الأخذ بأيدي من يعانون من آلام الحاجة تحت الصفر، وأخذهم إليه ليصبح اتجاههم إلى ما فوقه من مشبعات للحاجة المتنوعة والمتعددة. وكذلك بالتمام كان التحفيز واجبًا لمن فوق الصفر لأمرين:

الأمر الأول: التحفيز على الاستمرار في الارتقاء قيما وفضائل.

الأمر الثاني: الالتفات إلى ذوي العلاقة والأخذ بأيديهم كي لا يكونوا عبئًا على من رسم سياساته وحدد أهدافه تجاه صناعة المستقبل المأمول وإحداث النقلة.

ولهذا فالخدمة الاجتماعية من خلال أهدافها التي قدمناها في هذا المؤلف لا تقدم خدمة فقط لمن هم في حاجة إليها، بل تقدم أيضا لمن نحن في حاجة إليهم.

وعليه: فالخدمة الاجتماعية مهنة إنسانية، تهتم بضرورة الإصلاح كما تهتم بوجوبية الحل، وهي أيضا تهتم بضرورة التكيف كما تهتم بوجوبية التوافق دون غفلة عن أهمية الإرادة والمشاركة الحرة وفقا لمبادئ المهنة وأهدافها الإنسانية.