أسرار وحقائق من زمن القذافى
أقدم هذا المؤلف إلى القراء المحترمين بما يحتويه من محطات تحتوي على أسرار وحقائق دارت جميعها في الزمن الذي كان فيه معمر القذافي يحكم ليبيا بقبضة من حديد، والذي أيدناه مرات في بدايات عمرنا، وعارضناه مرات في كهولتنا بعد أن تبين لنا الحق من الباطل، وانتفضنا مع ثوار 17 فبراير (الثورة المجيدة) التي سيظل الأمل فيها لا يفارقنا إلى النهاية.
وأنا أكتب هذه المقدمة أحاول أن استرجع صفحات من ذلك التاريخ، وما يحتويه من مذاق حلو، ومذاق مر، ومذاق أكثر مرارة، حتى وصلنا إلى 17 فبراير تلك الخلية الممتلئة عسلا طبيعياً فيه شفاء للناس.
وبالعودة إلى تلك البداية التي استولى فيها معمر القذافي على السلطة في 1969/9/1م، نجد له في ذلك الوقت مؤيدين ومناصرين، وعندما بدأت توجهاته تخرج عن ذلك البيان الذي أعلنه في ذات التاريخ، بدأ الانشقاق عنه أولاً بأول، ولكن الواعين هم دائماً السباقون.
وكان من أول الذين انقلبوا عليه هؤلاء الذين انقلبوا معه؛ فكانت محاولة السيد المقدم آدم الحواز، والمقدم موسى أحمد المنقلبن معه هي المحاولة المتصدرة لتلك الانقلبات الرئيسة على معمر القذافي في العام نفسه الذي كان فيه انقلاب 1969م. ثورة أهل الجنوب في 1970/5/10م، ومن بعدها مجموعة من المحاولات التي توجت بمحاولة الرائد عمر المحيشي 1975م الذي هو أحد العناصر المنقلبة مع معمر القذافي. وهكذا توالت محاولات الانقلابات على القذافي من الأباعد والأقارب بما فيهم القذاذفة، الذين قتل القذافي من أبنائهم من قتل بغير حق، ومثل بمن مثل، وعلى رأسهم (حسن إشكال، والغناي، واخشيبة)، ومع ذلك لم تنته محاولات الانقلابات عليه، كما هو حال المقارحة الذين منهم الشهيد لطفي محمد امقيق الذي قتل عام 1980م.
كما تناولت في هذا المؤلف مجموعة من المحطات أسراراً وحقائق التي لامستها مباشرة في لقاءات مع القذافي أو ابنه سيف، وتلك الأخر التي كانت ذات علاقة بنظامه من خلال محطات أخرى مع مجموعة من قياداته المسؤولة.
ولقد ارتأيت أن تكون البداية الموضوعية بنشر ما كان مخفيا عن الكثيرين وهو على علاقة مباشرة بثورة 17فبراير؛ فكانت الرسالة الأولى لسيف ابن القذافي بتاريخ 4فبراير 2011م، ثم من بعدها عرض ما تلاها من رسائل، وإظهار الأسرار والحقائق التي كنت أحد العناصر الرئيسة ذات العلاقة المباشرة بمعرفتها؛ فكانت مجموعة من الشخصيات، ولكل شخصية دور أو مجموعة أدوار أعرضها في هذا المؤلف محطة محطة.
أما ما يتعلق بتلك الممارسات (غير الأخلاقية)؛ فهي مثار فتن اجتماعية وسياسية؛ وكما تلحق ردود أفعالها السلبية أسراً وعائلات في الداخل، تلحق مراكز سياسية في الخارج، ولأنها كذلك؛ فلن أستطيع تناولها حتى لا تبتل صفحات مؤلفنا بما يتصبب عليها من عرق من كل جبين يتندى.
كانت المحطة الأخيرة من هذا المؤلف تقديم عرض مختصر لبعض ما نشرته من كتب عن أساليب الطغاة في ترهيب الشعوب، وعن الثورات الشعبية في ربيعها العربي.
Comments (0)