المعلومة الصائبة تصحح الخاطئة (من الخوف إلى الإرهاب)
Book Cover: المعلومة الصائبة تصحح الخاطئة (من الخوف إلى الإرهاب)
Editions:PDF

المعلومة خبرية تكشف المجهول وتجعله معرفة معلومة، سواء أكانت المعلومة المتحصل عليها استقراء أم استنباطا أم استدلالا (مشاهدة وملاحظة)، ما يجعل توفر المعلومة منبها لما يجب تجاه المعلوم؛ إيجابا أو سلبا.

ولأنها المعلومة فهي بين صائبة وخاطئة، ولكٍل أثره على الفعل والعمل والسلوك، ولهذا فالمعلومة تضع من يأخذ بها بين الإقدام (على) أو الإحجام (عن) أو التجنب (من) أو الحياد (بين) في حالة الغموض أو عدم الإلمام بالمترتب على اتخاذ المواقف بين الرأيين أو مجموع الآراء.

ومع أن مفهوم المعلومة مجرد فإ ن الأخذ بها أو عدم الأخذ بها لا يكون إلا سلوكا أو فعلا، ومن ثم: المعلومة الخاطئة توقع الفعل والعمل والسلوك في الخطأ، وفي المقابل المعلومة الصائبة تضع هذه المتغيرات على الصواب، ومن هنا: تولد الخلافات والصدامات والنزاعات والاقتتالات وغيرها تحت عناوين مختلفة، منها الخوف والتطرف والإرهاب والعنف.

ومع أن المعلومة في ذاتها إضافة معرفية فهي موضوعية، سواء أكانت موجبة أم سالبة، وينبغي أن يعلمها الإنسان بغاية المزيد العلمي والمعرفي، أي: ينبغي أن يعلم الإنسان المعلومة البناءة والمعلومة الهدامة لكي يأخذ بالبناءة ويتجنب الهدامة.

ولا عيب في المعلومة أيا كانت، بل العيب يلحق من يعلمها ولا يستفيد منها إيجابيا، وفوق ذلك يكون العيب العظيم على من اتخذ عيوبها سلوكا.

ولا شك أن الشعوب تطورت بالمعلومة، وما زالت تتطور، وما زالت تبحث عن المعلومة بالمعلومة من أجل أن تزداد ارتقاء وتقدما، وفي المقابل من الشعوب من تخندق في جهله وتخلفه ومرضه وأداء الغير ما جعل من المواجهة حقا ينبغي أن يحق بين باطل وحق.

ولأن المعلومة مصدر المعرفة وعيًا أو جهًلا (خيرا أو شرا) كان الخلاف والصراع على أشده بعلل المعلومة الخاطئة، وأول اقتتال بعلل المعلومة الخاطئة كان بين ابني آدم الأولين اللذين تقاتلا بغير جٍق، ثم اتسعت دوائر الخلاف باتساع دوائر الكم البشري وزيادة مطالبه وحاجاته المتعددة والمتنوعة في مقابل انخفاض المشبعات لحاجاته المتطورة.

وعليه: فالمعلومة في بعض الأحيان تزور المعلومة، وتحيد بها عن مفهومها ودلالتها؛ فمفهوم الاختلاف على سبيل المثال: أخذ في أذهان البعض مفهوم الخلاف، مما جعل تسويقهم لمفهوم الاختلاف ليس في مكانه. أي: هناك من جعل مفهوم الاختلاف مفهوم تضادي في الوقت الذي لا يكون فيه الاختلاف إلا تنوعا خَلقيا؛ ذكرا وأنثى، وإنسا وجنا وملائكة وجمادا ونباتا وطائرا وماء ويابسة وسماوات وأرضين، وكذلك تنوع خُلقي؛ قيم وفضائل وأديان وأعراف وعادات. والأكبر من ذلك ما لبس إلى مفهوم الخوف الذي هو نعمة من نعم الخالق علينا، فالمفاهيم وكأنها لا تميز بين مفهومه ومفهوم الجبن.

أما ما يقال عن مفهومي: (التطرف والإرهاب) فهو بحق ما يخالف مفهومهما دلالة ومعنى، فالإرهاب الذي جاء أمرا منزًلا من عند الله، أصبح مرتبطا بأفعال الرعب والظلم والعنف والعدوان، وهو: ليس كذلك.

وعليه: أقدم مؤلفنا (المعلومة الصائبة تصحح الخاطئة: من الخوف إلى الإرهاب) إلى القراء ليكون بين أيديهم حجة موضوعية، أو يردون علينا بما هو أكثر حجة حتى نصحح معلوماتنا ومعارفنا ونزداد علما