ألسنا أمة وسطا ؟
إن التكرار الحاصل لاستنطاق الوسطية بحسب المرجعيات المختلفة طرح أفكارا مغايرة لما يجب أن تكون عليه الوسطية، وهذا بدوره ملأ الساحة الفكرية بالكثير من الرؤى التي تقترب أو لا تقترب من حقيقة الوسطية، فحقيقتها هي ما ننشده في هذا الكتاب؛ فهي ليست ملتقى بين طرفين؛ وإنما هي الوصول إلى حقيقة الخير والحق والعدل، أو الوصول إلى اقرب نقطة ممكنة من حقائق الخير والحق والعدل.
إن تعدد الخطابات أحدث تشويها للوسطية فقد حملت ما لا تحتمل، فكان الانزياح المتحقق هو حالة من الانفراج لكل من أراد أْن يبحث عن حل، حل فيه كل المواصفات الخاصة التي تشير إلى ميول صاحبه إلا أننا جعلنا هذه القراءات أحد المنطلقات الموضوعية التي انطلقنا منها لتبيان حقيقية الوسطية وما يتحقق منها في حالة اتباعها كما أرادها - سبحانه وتعالى -.
نأمل أن يكون هذا الكتاب محاولة جديدة لتبيان ماهية الوسطية وتوضيح دلالاتها وما تحمل من معطيات ذات علاقة بالقول والفعل والسلوك والعمل.
Comments (0)