استطلاع الدراسات السابقة يحصن الباحث من الوقوع في التكرار، أو الوقوع في أخطاء قد وقع فيها من سبقه بالبحث في مجال تخصصه، كما تزوده بتوصيات ومقترحات تفتح أمامه آفاقًا واسعةً تجاه مرامي فروض بحثه ومستهدفاتها.

إن العودة إلى استطلاع الدراسات السابقة تنبئ عن اعتراف مهني بأهمية الاتصال العلمي والمعرفي،كما أنه يوفر المزيد من مفاتيح البحث المتخصصة؛ ولهذا فإن استطلاع الدراسات السابقة يؤصل البحوث اللاحقة، ويسهم في اختصار الوقت والجهد، ويذلل مزيًدا من الصعاب.

وعليه: كلما تمكن الباحث من استطلاع الدراسات السابقة عرف أهمية مشكلة بحثه، وعرف كيف يتفادى بدهيات الوقوع في الأخطاء التي في كثير من الأحيان يقع فيها لو لم يعد إلى الدراسات السابقة ويستطلعها بموضوعية، هذا إلى جانب الاستفادة الواسعة من الأساتذة المقيمين والمشرفين.

استطلاع الدراسات السابقة يستوجب فنا منهجيا به يتم التفحص الواعي للمعلومة، والتقصي الدقيق للفكرة، والتجادل مع المضمون حجة بحجة.

وعليه يناقش هذا المؤلف مفهوم الإستطلاع ويبين أهميته ثم يتناول شروط وكيفية استطلاع الدراسات السابقة والطرق المختلفة لاستطلاع الدراسات السابقة.