أمحُمَّد أمّيٌ
(أمحمد أمي) جاء بصيغة الًإستفهام التعجبي ممن يعلم أن محمدا قد أنبأه الله – تعالى - وأعلمه بما لم يكن يعلم، ثم يقول: محمد أمي؛ ولذلك كان استغرابنا من هؤلًاء الذين يؤمنون برسالة محمد ويصدقونه، ويتبعون ما أمر به ونهى عنه وفًقا لنهي الله وأمره، وأنه لًا علم لهم عن الإسلام إلًا بما أعلمهم به محمد -عليه الصلاة والسلام-، بل منهم من وصف بالعالم بعد علمه بما أعلم به محمد؛ ومن ثم كيف يليق بنا أن نصف المعلم (النبي) بالأمي، وفي المقابل نصف من تعلم على يديه بالعالم؟! ألا يكون هذا بحق عين الاستغراب؟
لهذا جاء مؤلفنا بصوٍغ استفهامي تعجبي؛ لًاستفزاز العقل بما يلفته إلى الًانتباه والصحوة من الغفلة، التي لا تليق بمن يعلم أن محمدا قد أمره الله بأن يقرأ؛ فقرأ باسم ربه ساعة أمره بالقراءة، ومع ذلك يقول: محمد أمي.
فنحن لا نرى مردا لذلك إلًا علل الغفلة التي نعرف أنه إذا ما تم استفزاز عقول أصحابها موضوعيا أفاقوا من غفلتهم، أما أولئك الذين يجهلون فصحوتهم عما يغفلون عنه ليس بالأمر السهل.
ومن ثم أيليق بقائل أن يقول عن أي نبي: أمي، وهو منبأ من الله - تعالى - بما هو أعظم من العلم! ومن ثم أيليق بالعالم أن يتبع أميا لا دراية له بشيء.
وعليه: هناك لبس كبير في بعض المفاهيم التي وجب علينا فك اللبس عنها؛ إذ ميزنا بين مفهوم: الأمية والدراية، ومفهوم الأمية والجهل، ومفهوم الأمية والعلم.
كما بينا متى كان محمد -عليه الصلاة والسلام- أميا، ومتى أصبح على الدراية نبيا مكرًما، أي: ما قبل الرسالة وما بعدها، فما قبلها كان محمد الرجل الأمين، وما بعدها أصبح محمد صاحب المعجزات.
Comments (0)