أيدُ السَّارقِ تُقطع؟
أُقدِّم هذا المؤلَّف للقراء والنُّقاد والبحَّاث الكرام والمفسرين الأجلاء بسم الله، الذي بغاية الإصلاح وتكريم الإنسان وتفضيله على ما خلق، قال: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ.)
موضوع مؤلَّفنا موضوعٌ شائكٌ؛ إذ المفسرون لهذه الآية انقسموا بين تفسيرٍ يوجب قطع أيدي السَّارق والسَّارقة من أك فهما، وتفسير يوجب قطع أربعة أصابع، وتفسير غلبته الحيرة: أتقطع الأيدي من المرافقِّ أم من الأفضل أنْ تقطع الأيدي من الأكتاف؟!
ونحن بين هذا وذاك أخذتنا الحيرة بحثًا، حتى تمكنَّا من معرفة المعلومة بِما تحمله من مضامين ومفاهيم، وتمكنَّا من معرفة العلة وما يكمن خلفها من معلولًات وأسباب، ومن ثمَّ تعرفنا على معرفة الحجة وما تستند عليه من برهان.
ومن هنا أ سسنا عنوان مؤلفنا على التساؤل: أيدُ السَّارقِ تُقطع؟
وهو التساؤل الذي استمددناه من الموضع الذي تمحورت الآية الكريمة عليه، وهو(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا) ، وهذا ما غفل المفسرون عنه وإليه لم يلتفتوا؛ ومن هنا فقد انقسموا واختلفوا وتباينت وجهات نظرهم، بل البعض منهم فسرها تفسيرًا قد تخالف مع البعض. ولأنَّ للاجتهاد فسحة عظيمة به تتيسر الصعاب وتذلل فقد تو كلت على الله تحدٍ للصعاب، مع أمل لًا يفارق بأنَّ نيل المأمول علمًا ومعرفة يبلغ حيوية ووعيًا ودراية. ولذا فالموضوع الذي كان محيرًا للمفسرين من علماء وفقهاء وبحَّاث أصبح بهذا الجهد بين أيدي القرَّاء معرفةً ميسرة.
أ د. عقيل حسين عقيل
21 / 1 / 2021 م
Comments (0)