الخدمةُُ الاجتماعيَّةُ النَّاهضةُ ُ (غرسُُ ثقة،تحديُ صعاب،إحداثُُ نقلة)
الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة هي تلك المهنة التي لم تعد ساكنة كما كانت خلال السنين الماضية؛ كونها مهنة تتفاعل مع المتغيرات الجديدة والمستجَّدة في وقت واحد،فهي تتعامل مع الجديد؛كونها لاتقبل أن تتأخر عن معرفة الجديد وما يتركه من أثٍر موجب و سالب على حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات، ومن هنا ليس لها إلا أن تطّور ذاتها نهضة من بعد نهضة.
أَّماكونها مهنة وتتعامل مع المستجَّدات فهي في دائرة الممكن أصبحت المهنة القادرة على معرفة غير المتوقَّع، وما يتركه من آثار مفاجئة على حياة الأفراد والجماعات والمجتمعات، وعلى حياة الإنسان بشكل عاٍم؛ ولهذا فإن المستجَّدات دائًما تلفت النّظر إليها، وتجذب البَُّّحاث والاخصائيين الاجتماعيين تقصيًا واستقصاءً.
ومن هنا فإن من المهام الَّرئيسة لمهنة الخدمة الاجتماعيَّة أن تعمل عل كل ما من شأنه أن يحّقق الّرفعة الإنسانيَّة للإنسان ومن يكون؛كونه المرتكز القيمي لغرس الثقة التي تنهض به من حالة اليأس إلى حالة التفاعل الممكن من إحداث النُّقلة، وهي التي تترك أثرها الموجب للمقارنة متى ما شئنا أن نعرف الفارق بين ما كان عليه الإنسان من مستويات سفليَّة، وما أصبح عليه ق َّمة ورفعة؛ ولذا فإن مهنة الخدمة الاجتماعيَّة النَّاهضة أصبحت تولي اهتماما بمبدأ غرس الثقة في الأفراد والعملاء بغاية امدادهم بعناصر القوة. وعليه فكلما تر َّسخ مبدأ غرس الثقة اكتسب الأفراد والجماعات والمجتمع
كلهالقَّوةالممّكنةمنال ُّصمودوقبولالتحّدي(قبولتحّديال ّصعاب)؛ولذا فالإنسان إذا لم يقبل بتحدي الصعاب فسيكون مستسلما لأصاغر الأمور،
وإذا ما حدث ذلك فلن يجد نفسه كما َخلقه الله في أحسن تقويم، بل سيجدها في اسواء أحوالها، وهذا يعني أن حسن التقويم الذي هو َخلق الله لن يتبَّدل، أَّما الذي يتبدل فهو الأخلاق؛كونها ذات الأمر الذي لا يكون
إَّلا بين يدي المخلوق ذاته. وبناء على الأخذ بأهميَّة غرس الثقة، والقبول بتحدي الصعاب، فإن النُّقلة وهي بلوغ المأمول ونيلة ستكون ميسرة بين الأيدي، وفي مقابل ذلك لن تتحَّقق النُّقلة، ولن تبلغ، ولن يتم نيلها إذا غفل الأخصائيون
الاجتماعيون عن أهميَّة غرس الثقة والقبول بتحدي الصعاب.
أ د. عقيل حسين عقيل
2022م
Comments (0)